صندوق التعطّلعصام قضماني
19-07-2009 05:15 PM
مشروع قانون الضمان الاجتماعي من أهم القوانين الاقتصادية والاجتماعية المعروضة على دورة مجلس النواب الاستثنائية ، وأكثرها اثارة للجدل ، وأكثرها حاجة للتوضيح ، ليس لأنه يمس جميع الأردنيين فحسب ، انما لأنه سيحكم الحياة الوظيفية والعمالية لسنوات طويلة مقبلة . القانون أثار وما يزال كثيرا من الأسئلة ، وليس صحيحا أنه فقط يثير حفيظة عدد محدود من المتضررين ، فحساسيته المفرطة تمس كل الشرائح بمن فيهم أصحاب الرواتب التي تقل عن 500 دينار وهم يشكلون ما يزيد على (90%) من المشتركين، والذين يستمر الطرق على أنهم لن يتأثروا سلبا فحسب انما جاء القانون لانصافهم وحمايتهم . لا شك أن القانون سينصف الشريحة الأكبر من المؤمنين ، لكنه في اليد الأخرى ، ينطوي على معادلة جبائية ، وربما يكون المشرع محقا في ذهابه الى حد بعيد لتوفير مصادر دخل للمؤسسة المهددة بالافلاس فيما لو استمر العمل بالقانون ساري المفعول ، ولكن لا بد للجباية أن تقود في نهاية المطاف الى وضع مريح للمؤسسة تمكنها من خدمة زبائنها وهم جمهور المؤمنين بتوازن وعدالة ، ففائدة المؤمن تبدأ عندما يتوقف عطاؤه ، وليس العكس . ما سبق يشير بكل وضوح الى فلسفة صندوق التعطل ، الذي يفترض به أن يكرس التكافل الجمعي بين المؤمنين لحماية عضو أو أكثر من بينهم يتعطل لسبب أو لآخر ، وهو مطلب كان وما يزال محقا ، فالتأمين ضد البطالة سلوك راق يهدف الى تكريس مبادئ حماية الفرد ومنه حماية المجتمع . صندوق التعطل سيوفر للمؤسسة مصدر ايراد سريع ومضمون لم تحسب المؤسسة له حسابا ، بينما في المقابل يخضع الصرف منه الى شروط تجعل الاستفادة منه عملية صعبة ومحدودة ، فالصندوق لن يبدأ بالعمل قبل 3 سنوات من اقرار القانون ، كما أن فائدة المتعطل الفاقد لعمله محددة بثلاث سنوات اشتراك قبل تاريخ استحقاقه لبدل التعطل ولمدة 3 الى 6 أشهر بحسب عدد اشتراكاته ، ما يعني أن الصندوق حدد سلفا بسقوف صرف تجعل المستفيدين منه أقل القلة ، بينما وفر لخزينة الضمان مبالغ كبيرة ستكبر مثل كرة الثلج في سنوات محدودة فكيف سيكون عليه الوضع خلال 30 أو 40 سنة ، هي المعدل التراكمي لأموال الاشتراكات مع أول اقتطاع لعامل أو موظف بدأ عمله عند سن ال18 أو ال 30 عاما .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة