الحب والمودة .. بعيدا عن خطاب الكراهية
فيصل تايه
12-12-2018 10:56 AM
دلالات التحريض على البغضاء لدى البعض لا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها ، فتحريض الناس على بعضهم البعض تقليلٌ لأهمية أحترام القيم والاتجاهات الاخلاقيه والتشجيع على التشكيك بنوايا الآخرين وتقطع اوصال الرحمة والمودة بين أبناء الشعب الواحد ، في محاولة وأد الحس الانساني في أفئدة تكويننا الواحد الاحد، حيث ان أبرز سبل ووسائل التحريض على الفتنة هو الحض على البطر بنعم الدم والحب والتماسك وتشويه الواقع بهدف حقن القلوب وبغية حض الأفراد على تجاهل المسؤوليات والواجبات باتجاه الولاءات الضيقة، والحرص على تقوية الروابط المتعلقة بها وحض التفاخر بالهوية المذهبية عبر السرد والادعاء المستمر حول الثوابت الاخلاقيه والانسانيه.
للاسف ان الأفكار المأزومة ما زالت تضرب أطنابها وتغرس شوكتها في خاصرة البعض الأهوج مُشكلةً أزمة أخلاق وقيم لا ينفع معها دفن الرؤوس في الرمال والتغاضي عنها، لأن هذا البعض يستغل بعض المواقف ليمارسها كإحدى متطلبات التميز والمفاضلة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الجلسات والنقاشات الاجتماعية والحوارية ، ذلك البعض الذي يعتمد على مزاجية التصنيفات الناقصة المثقلة بحمولات ناريه أتهامية تشكك في مكونات الوطن الاصيلة، وهذا التشكيك من بذور التفرقه والفتنة ، فهو جمرة من تحت رماد تبقى تطل برأسها مع كل نسمة هواء لتشتعل مع أي أطروحات يدعو لها البعض عن قصد أو غير قصد .
ان هؤلاء البعض وللاسف لا يفهمون أن الذي يتغنى بذلك ليس إلا إنساناً جاهلاً وفاشلاً لا قيمة له فهو شخص محطم من الداخل ضعيف لا يملك ثقافة مدنية ولا هوية اخلاقية تميزه ، كي تكون هي الوسيلة الوحيدة التي يتفاخر بها ، أما الإنسان المثقف والمتعلم يبتعد عن هذه التصنيفات الملغمة بالعنصرية والمذهبية والتشكيك بالوطنية وما ذلك الا من سلوكيات الجهلة الذين لهم صفحات إنترنتية مشبوهة تزيد الفرد تعصباً وتعمقاً في الانطواء و الفردية والأنا المريضة وتدخله في عداوة ونزاعات وممارسات عنصرية مع الآخرين .
أنا شخصياً لا أرى أي تنقيص في أن يحب المرء اهله بل ويتفاخر بهم، أو يميل إلى أناس من أبناء مذهبه يحملون نفس التربية و الذكريات والثقافة، أو أن يكتب المرء ما يجول بخاطره يصف من خلاله حبه لناسه أو يتغنى بهم شريطة أن لا يتجاوز هذا الحب حب الوطن واهله وكل مكوناته وبعيداً عن تطبيق سلوكيات تشجع على خطاب الكراهية، التي هي من الأمور الخطيرة جداً في حياتنا وتعتبر ظواهر قاتلة للمجتمعات وتعد احد أسباب الفتنة .
لننتبه إلى بعض ألأيادي الخفية التي تحاول العبث بنا في الظلام وتبذل المحاولة تلو الأخرى لتفرق بين أبناء الشعب الواحد تحت غطاء مفاهيم متخلفة معيبة ما تنم عن عقدة نتنة مزمنة وشعور واضح بالنقص والدنيوية لذلك نجد هؤلاء يحاولون ايضاً المساس بسمعة بعض المكونات الاجتماعية الأصيلة والتي لها جذورها ألضاربه في البلاد والمجتمع ولها كامل الحقوق ولا تختلف بشيء عن أحد من أولئك المرضى المتفاخرين بجهلهم بل ربما تكون أكثر وطنية وانتماء منهم.
واخيراً فان من المعيب جداً أن تلك الأصوات المجعجعة الجاهلة غير الأخلاقية ستظل ظاهرة خافتة ضعيفة سرعان ما تختفي مهما حاولت أن تضخم من نفسها وتبث سمومها ، لأن الناس أصبحت تعي حجمها الحقيقي و لذا وجب علينا اجتثاث كل من يفكر بالفتنة او يلف لفيفها بوطنية شفافة ، ودعوها فإنها منتنة .