عندما وهنت حكومات أمام مواطنيها و شعروا بفشلها بإحتوائهم، عندها قتلوا فينا الوطن و الحياة و الحب و الضمير، قتلوا فينا الفرح و الإبتسامة، جردوا المواطن من قيمة الإنسان لتكثر الجرائم و يسود الإنحراف و الفساد.
لا يمكن حصر حب الوطن في حناجر و أبواق يتحدث فيها القاصي و الداني، فحب الوطن عطاء بلا مقابل و شهادة بلا ثمن.
تفتقد مجتمعاتنا إلى التغيب المتعمد عن مسألة مهمة تجاه الوطن ألا و هي "الإنتماء"، فنجد القليل من طرح هذا المفهوم على أبنائنا على إعتباره قيمة دينية و فكرية و إنسانية.
هنالك أشخاصاً يبيعون أنفسهم و أوطانهم بأبخس الأثمان، و آخرون يولون هربًا للخارج بسبب صعوبة الحياة، فما السر في ذلك الضعف في نفوس أبناء مجتمعاتنا تجاه أوطانهم؟
نستطيع بيان أهم الإسباب الرئيسية في ضعف الإنتماء للوطن هو شيوع الفساد بشتى أشكاله وصوره، تلك الظاهرة السلبية التي تتكرر في معظم بلادنا الإسلامية و العربية، والتي قتلت في نفوس الكثير من الشباب حب الوطن.
فهناك شاب لا يستطيع أن يؤمن قوت يومه أو لا يتعدى نصف الشهر على نفاذ راتبه الهزيل بعد سنوات من السعي وراء العلم و الدراسة فلا يكفي إحتياجاته أو غير قادر على تكاليف الزواج للبعد عن الوقوع بالحرام؛ بينما يجد بذات الوقت أبناء الطبقات المرفهة يسكنون بيوتاً فخمة و يركبون أفخم السيارات، حينئذٍ لن يستمع بإنصات إلى أناشيد و دعوات حب الوطن، ولن يحب وطنه ولن يتفانى في خدمته.
فما هو السبيل نحو إيجاد جيل ينتمي لبلاده في وسط ذلك الكم من التحديات و الشهوات والمعوقات؟؟
إن الإنتماء يرتبط بشعور الإنسان بذاته داخل مجتمعه، عندما يحصل على حقوقه و تقديره، فالطفل إذا شعر بأن مجتمعه يحترمه يزيد إنتماؤه و العكس صحيح.
و يجب علينا كمربين سوءاً في المدرسة أو البيت أن يصل ذلك لأطفالنا، فالأمر يحتاج إلى تضافر مؤسسات تربوية في المجتمع لزرع هذا المفهوم (الإنتماء) في نفوسهم.
#خربشات_وطنية