بين يدي ولي العهد .. ودفء اللقاء
د.طلال طلب الشرفات
11-12-2018 10:42 PM
على أكتاف بادية الشمال وعلى مقربة من حداء الشهيد فراس العجلوني كان يوماً أردنياً بامتياز في حضرة سمو ولي العهد الأمير الهاشمي الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في دارة الشيخ والبرلماني المخضرم معالي المهندس سعد هايل السرور، لقاء جمع أركان البادية من شيوخ، وقادة، ونشطاء، وبرلمانيين، ومفكرين، ورجالات في حوار مفعم بالحب، والوفاء، ومكلل بالصراحة، والوضوح، وطرح للقضايا والمنغصات، والآمال والتطلعات، وإصغاء هاشمي متوج بالحرص الوطني الكبير بعفوية آل هاشم الأخيار في كل الأوقات، والمراحل.
يقال إن إبن البادية صعب المراس عند الحق، ومفرط النقاء، والعفوية عند التسامح والوفاء، وفي حضرة الأمير كان نقاء، وولاء أبناء البادية في ذروته وهم يبادلون الهاشميين حباً بحب، ويعبرون عن ركائز العلاقة الراسخة بين الاردنيين، والهاشمين والتي لا تقبل الاختبار لأنها تجري منهم مجرى الدم وهي عهدة الآباء، والأجداد، ووحدة الهدف والمصير منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا.
حتى عهد قريب كانت مطالب البادية تنفّذ من بوابة الديوان الملكي الهاشمي العامر، وكانت حقوقهم السياسية، والمطلبية تتم رعايتها بوحي من الحرص الملكي الواعي الذي يدرك خصوصية البادية وألآمها وآمالها، إلا أنه عندما انخرطت البادية التعاطي المباشر مع الحكومات تقزمت تلك الحقوق إلى مستويات قياسية؛ لا سيّما بعض الحكومات في العقد الأخير التي لا تدرك خصوصية البادية في مطالبها، وتمثيلها السياسي، والاجتماعي، ولا تعي خطورة إقصائها من المشهد العام.
البادية الشمالية التي تجاور دول ثلاث؛ حارس أمين على هيبة الدولة؛ وأمنها الوطني وجلّ أبنائها من العسكر، والمعلمين، وبوصلتهم لا تتجه أبداً صوب السفارات، والتمويل الأجنبي، اختاروا الوطنية عنواناً، والانحياز التام لمؤسسة العرش سبيلاً، وتراب الوطن منهجاً؛ يستحقون من الحكومات إدراك أن البادية جزء أصيل من الوطن، ولا يتقن أبناؤها سوى لغة واحدة هي لغة الإخلاص، والتضحية مهما كان جفاء الحكومات قاسياً.
الخلق الهاشمي النبيل كان بادياً في محيا الحسين، والمحبة العفوية للأردنيين كانت لغة جميلة للتواصل، والبحث عن حلول للواقع الاجتماعي والاقتصادي الصعب للبادية الأردنية، ومبادرات سمو الأمير في خلق بيئة مناسبة لفرص عمل لا تقف عند حد، والفريق المخلص في مكتب ولي العهد الذي يحاول ابتكار فرص لخدمة الأردنيين، وتاهيلهم يستحق الشكر، وسيادة القانون، وتعزيز النزاهة، ومحاربة الفساد؛ هو المتطلب السابق لتعزيز بيئة الاستثمار التي تؤدي بالضرورة لخلق فرص العمل التي تجعل من حياة الناس أملاً يرتجى، وواقع معاش.