قمة التعاون الخليجي .. مشاهدات ذات اشارات ..
سمير الحياري
11-12-2018 05:00 AM
منذ عهد بعيد لم ازر جامعتي بجدة ولا عاصمة المملكة العربية السعودية .. لكن المناسبة حلّت إذ تلقينا دعوة لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي ال39 في الرياض وامضينا يوما كاملا بيننا وبين زعماء الخليج عدة امتار وعلى رأسهم الملك سلمان فيما على الناصية الاخرى امراء من ابرزهم الوليد بن طلال ومتعب بن عبدالله .. حيث كانت فرصة مذهلة لرصد مشاهد واقعية مما يجري داخل اروقة الجلسات..
حضر ثلاثة زعماء خليجيون وغاب ثلاثة .. فغياب امير قطر متوقع بسبب الازمة مع دول في المجلس كذلك غياب السلطان قابوس الذي لم يحضر قمم مماثلة منذ زمن بعيد ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة شافاه الله وعافاه.. وشوهدت اعلام الدوحة ترفرف في سماء العاصمة وعلى جوانب الطرق وترحيب خادم الحرمين بكل قادة المجلس في عاصمته وكأن العلاقة سمن على عسل او ان الطريق ممهد لعودة العلاقات الاخوية بين البلدين وهذا لم نلحظ له اية مؤشرات ملموسة باستثناء محاولات امير الكويت الذي ما انفك يحاول منذ بدء الازمة على رأب الصدع والتخفيف من اعبائها على مستقبل مجلس التعاون وعلاقة القربى بين الاشقاء..
ولعل امر وقف الحرب الاعلامية بين الرياض والدوحة الذي تبناه الامير الكويتي اصطدم باشتراط قطري يبدأ برفع ما اعتبروه "الحصار" اولاً قبل القبول بالمقترح الملح الذي تدعمه سلطنة عمان ايضا..
الامير محمد بن سلمان ظل نجم الجلسة الافتتاحية رغم ان لا كلمة متلوه له في القمة بوجود رئيس الوفد المضيف لها خادم الحرمين الشريفين .. وقد كانت اعين رؤساء التحرير الذين حضروا الجلسة من دول عدة على تحركه وهمساته مع مرافقيه وإن لوحظ غيابه عن الجلسة الختامية وحضورة الافتتاح والجلسة السرية التي غاب عنها الصحفيون بطلب من ادارة المؤتمر..
لعل تأخر اعلان بيان قمة الرياض كان لافتاً بالنسبة لنا .. فالملك سلمان اصر على عدم بدء الجلسة وقراءة البيان الختامي للقمة في ظل تأخر وصول رئيس الوفد العماني ممثل السلطان قابوس فهد آل سعيد الذي قيل انه كان يؤدي صلاة العشاء فيما قال مرافق له لنا انه كان يغير ملابسه مع ان رواية كانت همسا قالت ان هناك وجهة نظر عمانية وتنسيق بين ممثل السلطان وبلاده حول البيان الختامي خاصة فيما يتعلق بايران وقطر وراء التأخير .. ولم نتحقق من صحة هذا الامر الذي نفاه مصدر سعودي جملة وتفصيلا..
رغم استمرار الحملة الكلامية بين البلدين الخليجيين المملكة العربية السعودية والامارات من جهة ودولة قطر من جهة اخرى الا اننا شعرنا ان هناك رغبة سعودية اقرب لعودة العلاقات بين البلدين وانهاء حالة العداء التي اسنفذت طاقات اعلام البلدين بصورة خرجت عن رغبة الجميع في طي الملف ولو على شكل هدنة توقف الحرب الاعلامية ..
الرجل القوي محمد بن سلمان يحظى بشعبية قوية داخل بلاده خاصة لبرنامجه الاصلاحي .. وما زال يحتفظ بكافة الخيوط وايمان جيل الشباب به ملفت للانتباه ولا يهمهم كما قال بعضهم لنا ما يقال هنا او هناك خارج البلاد وان خطواته تحظى برضى وقبول وتقدير عالية حيث يشعرون ان اميرهم وولي عهد بلادهم حقق امنيات واماط اللثام عن تابوهات لم يستطع غيره القيام بها لعقود من الانتظار والامل..
لعل الفرصة لم تسنح لرؤساء التحرير ان يلتقوا مسؤولاً سعوديا بارزا كما تجري العادة في قمم المجالس السابقة باستثناء وزير الخارجية البارز الدمث عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي ضم المئات ..
زيارة المملكة بحد ذاتها كانت فرصة للاطلاع عن قرب بشأن الكثير من العناوين الصحفية التي لم نطل عليها عن قرب الا خلال الزيارة السريعة وحسن الضيافة لشقيقة كبرى يكن الاردن لها التقدير والتوفيق والعرفان .. واستطعنا تكوين انطباعات ومشاهدات صحفية ذات اشارات قد يكون بعضها مجرد ملاحظات لا اكثر ولا اقل .. لكنها ذات مغاز وتفاعلات..