انهالت علينا مؤخرا مغانم الاتصالات واللاكترونيا ت بكل ما تختزنه من بدع واختراعات وابتكارات ، حتى عدنا لا نستطيع مجاراة الحديث والمحدث منها واخذت تطالعنا هذه الاحتراعات بكل ماهو جديد بقصد التنافس مابين شركا ت الخلويات والاتصالات في سبيل اكتساب قلوب وادمغة وضمائر الزبائن ، حتى بلغ بالزبائن حد الترامي والتهافت الممجوج امام مختلف هذه المخترعات والتقنات الحديثة ، و التي يبدو انها لن تنتهي حتى تنهي اخر حبة من قيمنا وروحياتنا التي مازلنا نكابر بها على الاخر ونفاخر بحفاظنا عليها ، لانها مازالت تحافظ على بعض من ماء وجهنا اما م طغيان الحضارة وتلاطم امواجها العاتية التي تضرب اسس حضارتنا وقيمنا واخلاقنا .

ونحن نستقبل كل هذه التقنات والبدائع التي فرضت علينا بقصد خدمتنا وتسهيل امور حياتنا بغرض التواصل مع الاخر بشكل اسرع وافضل وانقى ، الا اننا اوجدنا لها سبيلا اخر وطرقا اخرى للاستخدام ، تتوافق مع غرائزنا واهواءنا التي لانستطيع ان نلجمها امام هذا الكم الهائل من سبل الترفيه والتسهيل حيث اخذت هذه البدع والاختراعات تنخر القيم التي نكابر بها وتهدم مقومات ثقافتنا واعرافنا الاجتماعية ، واخذنا نتلقى الصفعات الواحدة تلو الاخرى جراء ما نسمعه من حكايا واحداث عن استخدام الخلويات والتسهيلات الالكترونية الحديثة للتشهير اللااخلاقي والتهديد المفضوح السافل والدنىء باعراضنا واخلاقنا ومبادئنا .

اننا لا نبرئ الاهالي والمجتمع مما يجري من انحدار للقيم وانفلات للمعايير الاخلاقية ، واستغلال ذلك من قبل المتاجرين باعراض الناس وسمعتهم من اجل رغبة رخيصة او ابتزاز عديم الضمير او تبجح نذل امام الاقران بغرورهم وقدرتهم على الايقاع بالسذح من الضحايا ، ذلك التبجح الناتج عن الامراض النفسية والاخلاقية التي يعاني منها الكثير من ابناءنا جراء الانحراف والتقصير التربوي الذي يعيشه المجتمع ، وتعرضهم اليومي للطوفان الاعلامي المتعري والممسوخ الذي يتدفق علينا من الفضائيات الساقطة ، هذا فضلا عن عدم مقدرة مجتمعنا على استيعاب التكنولوجيا بشكلها العلمي والاجتماعي الذي اوجدت من اجله .

اننا اذ ننصدم امام ما نراه او نسمعه من قصص حول استخدام التفنات والخلويات لتنفيذ مآرب خاصة مريضة ودنيئة ، تحاكي نفسيات نخرة ساقطة فاننا ننادى بالوقوف بشكل جاد وحقيقي امام هذا التهديد الذي يواجه المجتمع وينذر بتهديم قيمة وتخريب امانه الاجتماعي الذي نتندر بوجوده في مجتمعنا المسالم المتضامن .

واننا نطالب الجهات الرسمية والاهلية بالوقوف بحزم باتجاه تقنين استخدام التقانات الخلوية وخاصة تلك التي تستخدم بشكل غير ناضج وغير مستوعب من قبل شبابنا المتهور والمتسرع . قد يكون في هذا المطلب تجنى على حقوق الشركات او على حقوق بعض الشرائح والفئات المستفيدة من هذه الخدمات ، ولكنني اعتقد ان سلامة مجتمعنا وحمايته من هذه البدع والمغامرات الالكترونية ، خير الف مرة من استخدامها الذي يمكننا الاستعاضة عنه بالف وسيلة ووسيلة .

وحتى نحمي ابناءنا من الانسياق وراء الاستخدام غير الناضج وغير المبرر والذي ياتي في غير مكانه الطبيعي لهذه التقانات الالكترونية ، التي مازالت بعيده عن مقدرة مجتمعاتنا على استيعابها وهضمها بشكلها الصحيح وفي وضعها المناسب .