بابا نويل كما يسميه الفرنسيين أو سانت كلوس أو FATHER CHRISTMAS كما يسميه المتكلمون بالانجليزية شخصية أسطورية لا وجود لها إلا في مخيلة الأطفال الذين ينتظرونه ويتوقعون زيارته في ليلة عيد الميلاد عند المسيحيين ,فيعدون له الأحذية والجوارب ليملأها لهم بالهدايا والالعاب ويتصوره الاطفال ويصورونه لهم في شكل عجوز ذي لحية بيضاء طويلة يلبس معطفاً أبيض وطرطور مغطاة بالثلج المفروض أنه يتساقط في الشتاء.

وصاحب فكرة بابا نويل يأتي الميلاد في الشتاء ويحمل بابا نويل كيساً مملوء بالهدايا فوق ظهره .ولكنه لا يعطي هداياه لكل الاطفال ,وأنما يخص الأطفال المؤدبين الجادين منهم فقط !أما الذين لم يستمعوا الى والديهم فيحرمهم سانتا كلوس دائماً من هداياه ,فإذا ما جاء الصباح لم يجدوا الهدايا في أحذيتهم وإنما وجدوا بدل منها أثراً يدل على إن بابا نويل قد زارهم ولكن حرمهم من الهدايا.

وهذه الشخصية التاريخية موحى بها من حياة القديس نيقولا او نيكلوس Saint Nicholas الذي ولد في مدينة باتار patara في لوتشيا lucia في جنوب أسيا الصغرى وتوفي في 6 كانون الاول عام 345م وتحتفل الكنيستان اليونانية والاتينية بذكرى وفاته.

ويُشير البعض إلى أنّ الشخصية تعود إلى القديس نيكولاوس الإغريقي (280 بعد الميلاد)، الذي دافع عن الديانة المسيحية أمام اضطهاد الرومانيين. فقد أشتهر القديس نيقولا بحبه للأطفال ورحمته بهم فكان يقدم له الهدايا ويغدق عليهم من كرمه.

كانت حياته أشبه بالاسطورة من قصصه مثلاً أنه أنقذ ثلاث بنات من الضياع عندما قرر والدهم أن يتخلى عنهن لفقره. فعندما سمع القديس نيقولا بقصة الوالد الفقير أسرع الى بيته وقدم لكل واحدة من بناته كيساً مملؤ بالذهب ..وهكذا تمكنت الفتيات الثلاث من دفع نفقات زواجهن !وظلت اوروبا كلها تحتفل بعيد القديس نيقولا ,فيوزع الآباء الهدايا على أطفالهم.

وفي هولندا اركبوه جواداً ,وفي بلجيكا صنعوا له الثماتيل بحجم الأنسان الطبيعي ووضعوها في واجهات المحلات التجارية ..وفي بريطانيا تفننوا في صنع الحلوى والكعك الذي يقدم للأطفال في هذا العيد الذي يقام في 6 كانون الاول من كل عام.

وعندما نزح الهولنديون الى أميركا وأستطونوها بعد أكتشافها ,نقلوا معهم عيد القديس نيقولا الى مدينة نيويورك ,ثم ما لبثت أن انتشرت الاحتفالات بهذا العيد الى جميع أنحاء الولايات المتحدة الاميركية.

ويمضي الوقت واندمجت هذه الاعياد مع الاحتفالات التي تقام بمناسبة مولد المسيح .

ويبقى أن نقول مهما اختلفت القصص والاساطير والاعياد تبقى هناك كلمة الله محبة ويبقى أي عمل به خير للجميع فهي إنسانية ومحبة واخلاق ارجو من الله تعالى أن تدوم بيننا مهما اختلفت الآراء والمعتقدات والطوائف وكل عام وأنتم بالف خير دائماً