الروابدة: استوى العدس .. !!
حسين الرواشدة
10-12-2018 12:29 AM
استوقفتني هذه العبارة « استوى العدس» التي كررها الروابدة اكثر من مرة، فهي تشير الى ان الامور حسمت تماما، وانه لا جدوى من الانتظار في مقاعد الجالسين والمتفرجين، الاشارة الاولى ربما تكون ذاتية فقد ودع الرجل ماراثون البحث عن المواقع الرسمية وهو الان يتحدث بما يمليه عليه ضميره بعيدا عن الحسابات والتصنيفات، وربما الهواجس ايضا، اما الاشارة الاخرى فموضوعية تتعلق بما يحدث في المنطقة من وقائع وما تنتظره من احداث ونوازل.
يتحدث الروابدة هنا عن صفقة القرن بمنطق « استوى العدس «، فكل الملفات التي ترتبط بالقضية الفلسطينية تم اغلاقها بالاكراه : ملف اللاجئين مع الاونروا، وملف القدس مع الاعتراف الامريكي بها كعاصمة لاسرائيل، وملف الاستيطان والحدود ايضا، ولم يبق سوى السكان وعلى مستقبلهم ستدور المفاوضات القادمة.
اين سيذهب مصير ادارة 3 ملايين فلسطيني؟ يتساءل الروابدة ثم يجيب : يمكن هنا استدعاء « الدور « الاردني، فعلى ما تبقى من ارض ستكون هناك « شبه دولة « فلسطينية، وبالتالي يصبح الباب مفتوحا للبحث عن ادارة مدنية ليست اسرائيلية ولا فلسطينية لادارة « السكان «، والادارة هنا لن تتجاوز الاشراف الامني فيما سيكون مصير السكان معلقا بقبول الاردن على ضمهم اليه.
هذا السيناريو « الفخ « – مطروح كما يقول الروابدة – لكنه ما زال في الادراج، ربما تحدث مفاجات « في الاقليم « خاصة في سوريا ولبنان تؤجله او تمنعه لكن لابد ان ندرك ان « العدس استوى فعلا «،وانه ليس بوسع اي جهد شعبي محلي دون موقف عربي اسلامي ان يمنع الكارثة.
يستغرق الروابدة في شرح المعادلة « السياسية «،يستذكر موجات الاحتجاجات العربية التي بدات في 2011،ويتوقع ان هذه المخاضات لم تنته،وانها ستلد موجة جديدة لا احد يعلم من اين ستنطلق،لكن ثمة منطقة مرشحة لها ( اعتذر عن عدم ذكرها )،اما على صعيد بلدنا فيرى الروابدة ان حدة الاحتجاجات تراجعت لكنها مرشحة للاستمرار، يتساءل هنا :
لماذا يخرج الناس للاحتجاج من مادبا الى العقبة جنوبا اكثر مما يخرجون من الزرقاء واربد مثلا ؟ هل السبب هو الفقر والتهميش فقط ام ان هناك اسبابا اخرى..؟ يقدم الروابدة هنا تحليله لما حدث في الدوار الرابع في حزيران الماضي، يحذف العفوية الشعبية ويعتقد انها « مرتبة « من قبل جهات استشعرت ان قانون الضريبة يهدد مداخيلها المرتفعة.
يتوقف الروابدة عند صناعة القرار والياته،فيستذكر من تجربته في رئاسة الوزراء قصة احد القوانين الهامة التي نزلت على مكتبه وكيف اكتشف حين قرأه انه مترجم ترجمة رديئة، ثم يضيف : لا شك ان البعض « يبرع « بتزيين بعض المقرارت وتمريرها، ارايت ماذا حدث للوزراء الزائرين للمحافظات..؟ يتساءل ويقول : يبدو ان المشكلة ليست فقط في «السيستم « المتعلق بالادارة العامة وبصناعة السياسات وانما بالمناخات السياسية التي « ابتدعها « نخب لا تعرف البلد.
يحاول الروابدة ان يحلل «الانفجار « الذي حدث ببيت الاخوان المسلمين، يعترف ان الدولة كان بمقدورها ان تتدخل لالغاء الجماعة قبل سنوات مما جرى لكنها لم تفعل، لكنه ما زال يعتقد ان الاخوان مكون اساسي في مجتمعنا، الان – بعد ان استوى العدس- يصر الروابدة على أن قرار اغلاق مكاتب حماس كان قراره وهو مقتنع به ويتحمل مسؤوليته، ويؤكد ان الرواية الصحيحة لما جرى لم تعلن بوضوح حتى الان، ثم يقدم نصيحة ثمينة ويقول : السياسي الذكي هو الذي يستوعب كل من يعارضه لكي يشارك لا لكي يتقدم الصفوف ويقود.. فبقمدار ما تستوعب معارضيك بمقدار ما تضمن المزيد من الشركاء والحلفاء ايضا.
الدستور