الدولة تستهلك نخبتها الرسمية
د. عاكف الزعبي
09-12-2018 08:22 PM
حكومة بعد اخرى تصبح مهمة مركز القرار في انتقاء رئيس للحكومة من بين شخصيات النخبة الرسمية اكثر صعوبه .
لا تلتفت قيادة الدولة لمهمة صناعة رجال سياسة وحكم ودولة تُسند اليهم قيادة مؤسساتها وبناء الصفوف التالية من ساسة وقادة المستقبل .
لم يعد مركز القرار يتردد في الزج بنخبته الرسمية على ندرتها لمواقع القيادة وزراء ورؤساء للحكومة دون تأهيل كاف لها وقبل اوانها .
الاختيار من خارج النخبة الرسمية يضعفه فقر الحياة الحزبيه ، وتكتنفه كل الاخطاء التي تنطوي عليها الطريقة التقليدية لتشكيل الحكومات .
حتى بعد تشكيل الحكومة يتم افساح المجال امام مؤسسات اخرى لتتمدد على صلاحياتها ، ثم تترك عرضة لاثار الخلافات في وجهات النظر بين الجهات السيادية المختلفه .
صار تغيير الحكومات لا يعني شيئاً لأحد لانه لا يحمل فائدة ولا تغييراً . عاد بلا طائل في ظل النهج القائم لتشكيل الحكومات والافتقار لشخصيات مؤهلة للحكم .
كم بقي من رجال النخبة الرسمية اليوم ؟ فمن يتمتعون بتأهيل كاف لترؤس الحكومة لايتجاوز عددهم اليوم اصابع اليد الواحده ، وقد لا تجتمع فيهم جميعاً ما يكفي من الخبرات السياسية والاقتصادية والادارية والكاريزما الشخصيه الكافيه .
هؤلاء ينتظر كل منهم دوره للاستهلاك في مطحنة الحكم رئيساً لحكومة قادمه . ولا شيىء غير ذلك ان استمر النهج على حاله في ظل إفقار بناء القيادات وطريقة متخلفة في تشكيل الحكومات .
بعد كل الذي يحصل أما آن الاوان للاصلاح السياسي وتغيير النهج ؟ حقاً غريب هذا الذي يجري ولا يزال في بلدنا .