ان المتابع لسياسات القبول للعام 20182019 والقرارات التي تبعتها من قبل مجلس التعليم العالي صاحب الولاية يجد من اللغط والتناقض ما يدعو للاسى والاحباط.

ان الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025 والتي باركها جلالة الملك عبد لله الثاني بن الحسين قبل عامين واولاها كل الاهتمام والعناية ،واوعز لاعداد خطة التحفيز الاقتصادي التي قامت على تنفيذ اربع مرتكزات رئيسية تجسد الاهداف الاستراتيجية للاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد اعلاه.

الجميع يقول ويؤكد على اهمة التعليم التقني لكن اكاد اجزم ان اغلب القرارات التي تصدر عن التعليم العالي نتائجها تؤثر سلبا على النهوض في التعليم التقني وللاسباب التالية:

اولاً: بلغ عدد الطلبة الناجحين في الثانوية العامة لهذا العام 2018ويحق لهم الالتحاق بالجامعات الرسمية معدل 65% للعام الدراسي 2018-2019 (32633)طالبا وطالبة والجامعات الخاصة والرسمية(33759) طالب حسب احصائيات وزارة التربية والتعليم.

ثانياً : قام مجلس التعليم العالي بترخيص خمس كليات تمنح درجة الدبلوم في التعليم التقني الكلية الاردنية الكندية المتوسطة التقنية في محافظة العاصمة منطقة البحاث والكلية الجامعية التقنية في محافظة الزرقاء وكلية المفرق للتكنولوجيا في المفرق والكلية الجامعية البريطانية الاردنية في مادبا وكلية البجر الاحمر التقنية في العاصمة منطقة ابو علندا وكل كلية منها تطرح تخصصات معينة ،على الرغم انه هناك العديد من كليات المجتمع الخاصة التي اغلقت طوعيا بسبب عدم توفر الحد الادنى من الطلبة

ثالثا: لقد تم انشاء جامعة الحسين التقنية وباشرت التدريس للعام 2017-2018 وتم ترخيص كلية ليمونس الجامعية وكذلك كلية الخوارزمي الجامعية ،وكلية المجتمع العربي ،هذه المؤسسات التعليمية التي تمنح درجتي البكالوريوس والدبلوم المتوسط في التعليم التقني،والتي تم ترخيصها لما تقدمت به من امكانيات للتعليم التقني والتي تمثل انطلاقة القطاع الخاص نحو التعليم التقيى على الرغم من ان جامعة الحسين التقنية وهي جامعة غير ربحية واحدى مبادرات ولي العهد الخلاقة نحو الشباب الاردني وذلك لايمانه بقدرات الشباب الاردني واستشراقه للمستقبل ركز على انشاء هذه الجامعة,وهناك توجه لمشروع فتح فروع للجامعة بدعم كبير من بنك الانماء الالماني لاقتناع هذه الجهة الممولة بنموذج الجامعة المختلف وغير التقليدي في المحافظات،علما بان هذه الجامعة تطرح سبعة برامج(هندسة –الطاقة والكهرباء الميكانيك والمعماري والمدني)لمستوى البكالوريوس والدبلوم المتوسطوترتبط باتفاقيات مع مؤسسة

وهذه المؤسسة تضم (IUT) المعاهد الفرنسية التكنلوجية

113 جامعة تقنية، وكذلك اتفاقية الجامعة مع مؤسسة

(Pearson Higher Education & Professional)

والتي يتبع لها العديد من الجامعات البريطانية وتعتمد الجامعة احدث الخطط الدراسة في التعليم التقني لمستويي البكالوريوس والدبلوم.

ثالثاً: قامت بعض الجامعات الخاصة حاليا بفتح تخصصات تقنية مطلوبة في السوق الاردني وبالتعاون مع جهات متخصصة كما هو الحال في تخصص صيانة الطائرات في جامعة عمان العربية بالتعاون مع اكاديمية الطيران و تخصصات تقنية اخرى حديثة في عمان الاهلية و وجامعة الزيتونة وجامعة فيلادلفيا.

رابعاً: قام مجلس التعليم العالي بقبول (37000)طالب وطالبة للعام الدراسي الحالي 2018-2019 في الجامعات الرسمية وجل هؤلاء الطلبة في تخصصات مشبعة وراكدة هذا عدا عن القبول المباشر في الجامعات على البرامج الموازية والدولية وجامعات الاطراف والاتفاقيات الثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة وابناء العاملين في الجامعات وابناء اعضاء هيئة التدريس ما يعني ان الرقم قد يصل الى (50000)الف طالب ، كونة حسب سياسات القبول مسموح للجامعة القبول على البرنامج الموازي ما نسبته 30% من المقبولين على البرنامج العادي اي حوالي (11000)طالب اي ان هذا القبول غطى كافة الناجحين بمعدل اعلى من 65% اضافة الى الطلبة المعيدين لغرض رفع المعدل والاعداد اللذين سمح لهم بالاعادة بعد فقدانهم فرص الاعادة

والسؤال الاهم الان جامعة الحسين التقنية والكليات الجامعية التقنية وكذلك الكليات المتوسطة الخمسة التي تم ترخيصها وكليات المجتمع القائمة والجامعات الخاصة والتي حسب طاقاتها الاستعابية تحتاج الى حوالي (20000)طالب لممارسة نشاطها التعليمي كحد ادنى ,حيث تم قبول الطلبة الحاصلين على65% واعلى في الجامعات الرسمية والمتبقي من الطلبة اللذن يحق لهم الالتحاق بالجامعات الخاصة حسب احصائيات وزارة التربيةهم (1126)طالب فهل ستحصل هذه الكليات الجامعية الجديدة وجامعة الحسين لتقنية والجامعات الخاصة على (19000) طالب وافد ؟ ، كنا نتمنى ذلك وان يكون العمل على خطة الاستقطاب التي تبنتها وزارة التعليم العالي وقامت بتوظيف الخبراء اصحاب العقود بالاف الدنانير ليتم زيادة اعداد الطلبة الوافين بواقع زيادة سنوية (5000)طالب ليصل العدد عام 2022 الى (70000)طالب علما بانه بعد عامين من العمل على خطة الاستقطاب لم يصل العدد مع بدية الفصل الثاني للعام الدراسي 2018حسب احصائيات هيئة الاعتماد الا الى (39334)طالب علما بان العدد كان عام 2017 هو(39864)طالب وافد على مقاعد الدراسة في الجامعات الاردنية.

اذن هل مجلس التعليم العالي مسؤول فقط ةعن الجامعات الرسمية ولا تهمه امور الكليات والجامعات الخاصة,علما بان هذه الجامعات هي من تطبق عليها معايير الاعتماد بحذافيرها وتقوم طوعيا بتطبيق معاييلر ضبط الجودة,

اليس من المهم جدا عند وضع سياسات القبول ان تؤخذ هذه المعطيات في الحسبان ؟ (حصة التعليم التقني) علما بان استراتجية الموارد البشرية تركز على ذلك بشكل رئيسي لاصلاح هيكل الموارد البشرية واغلاق وتجميد التخصصات الراكدة والمشبعة ودعم التعليم التقني والتدريب المهني لتدارك اصلاح التشوهات التي احدثتها التخبطات في فتح المؤسسات والتخصصات في قطاع التعليم العالي على مدى السنوات السابقة وبشكل عشوائي وفوضوي ما اضر بشكل بالغ في تطور هذا القطاع الحيوي .

لذا لابد من العودة الى القرارات الرشيدة والبدء في الاخذ بالحسبان هذه المعطيات عند اقرار سياسات القبول حتى على الدورة الشتوية والانتباه عند وضع سياسات القبول التركيز على معالجة هذه التشوهات و توجيه الطلبة نحو التعليم التقني ووضع الحوافز لجذب الطلبة واولياء امورهم نحو التعليم التقني وتضمين ذلك في خطة الاستقطاب لجذب طلبة وافدين للالتحاق في هذه التخصصات ,وذلك من اجل بناء قاعدة متينة يم بناءا عليها الانطلاق نحو مستقبل واعد للتعليم التقني لتامين احتياجات الاسواق المحلية والاقليمية بكفاءات قد تكون هي الاداة الناجعة لجعل الايدي العاملة الاردنية الاكثر طلبا في السوق الاقليمى.