المسيحيون العرب شركاء في بناء الحضارة الإسلامية وشركاء في التنمية الحضارية في التاريخ الحديث مثلما هم شركاء في حركة إحياء الأدب العربي

وتعود جذور الشراكة للعصور الإسلامية الأولى وقد عقد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع يوحنا بن رؤبة مطران أيله العقبة القديمة معاهدة وفرت لجيوش الفتح الإسلامي زمن أبي بكر حرية التنقل والدعم المادي

جعل الإسلام الإيمان بنبوة المسيح عليه السلام ركنا من أركان الأيمان فلا يقبل إيمان مسلم ينال من مكانة المسيح عليه السلام

في القرآن الكريم سورة اسمها البروج تخلد جهاد المسيحين الأوائل وصبرهم في مواجهة الهولكوسوت اليهودي الذي أقامه حاكم اليمن" تبع اليماني :لفتنة المسيحين الموحدين الأوائل وقال أسباط عن السدي في قوله: { قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ } قال: كان الأخدود ثلاثة: خد بالشام، وخد بالعراق، وخد باليمن. رواه ابن أبي حاتم.

الأردنيون مسلمين ومسيحين يمثلون نموذجا للوئام الأخوي ولا يخفى أن المسيحيين العرب تعرضوا لمعاناة في اعقاب الثورات والفتن مثلما تعرض لها أهل المنطقة جميعا.

دور المثقفين ان يحصنوا المجتمع من الفتن وان لا ينجر الناس لتصرف عابث.

الفتن تخترق نقاط الضعف وإن عدم وجود مؤسسة يلتقي فيها عقلاء القوم ويتباحثون في حل همومهم على نحو علمي يمكن أن يكون نقطة الضعف التي تدخل منها الفتن، وقانا الله شر الفتن وحفظ أوطاننا بحفظه .

ولعل من المناسب أن يعرض في مناهجنا نماذج من المفكرين الإنسانيين الذي فهموا الدين رسالة للمحبة والوئام ومحاربة الاحتلال والاختلال

ويجد الدارس للتراث الإسلامي صورا من تذوق الجمال التراث المسيحي هناك كتاب عنوانه: عيسى ومريم فى التصوف الإسلامى" للعالمية المرموقة آنا مارى شمل وترجمته عن الألمانية لميس فايد وتستشهد الكاتبة بصورة المسيح وأمه مريم، الزاهد والمتأمل، بمقاربة لشراح الدين الطوسى، لقلب الإنسان بعيسى وذكر الله بلبن مريم الذى يحيى القلب، تعكس رؤى العلاقة بين المسيح وأمه ورمزيتها لدى المتصوفة.

وماري شمل وهي باحثة مستشرقة المانية عملت في هارفرد.ونالت جائزة وسام الأستحقاق الباكستناني ومن أعمالها "محمد رسوله :تقدير النبي في التقوى الإسلامية

لقد استطاع عدد من علماء المسلمين أن يقدموا الإسلام بصورة إنسانية من هؤلاء مولانا جلال الدين الرومي الذي خرج في جنازته اليهود يقولون كان موسانا وخرج المسيحيون يقولون كان عيسانا وقال المسلمون مولانا :به ترى جلال الدين وجمال الدين.