طلبة الهاشميّة في يوم انتخاب مجلسهم
د.هشام المكانين العجارمة
09-12-2018 01:52 AM
على هامش إجراء الهاشمية انتخابات مجلس طلبتها السادس عشر يسجل للهاشمية نجاح عُرسها الديمقراطي بأجواء ايجابية تخلو من المشاحنات، كرّس خلالها الطلبة الانتماء للوطن وللجامعة، وكانوا بحق مثالاً يحتذى في السلوك والبعد عن مظاهر العنف التي لطالما كانت حاضرة ومرافقة للمشهد الانتخابي في أي مؤسسة تعليمية أخرى.
فبالرغم من تظافر الجهود لإنجاح انتخابات الطلبة فقد ساهم الطلبة بدورٍ كبير في نجاح العملية الانتخابية وذلك بوعيهم وفكرهم والتزامهم ومسؤوليتهم تجاه الوطن والجامعة، وذلك من ايمانهم المطلق بأن أي تشويش أو تخريب في العملية الانتخابية مرده سلبي على مسيرة التعليم العالي والحياة الجامعية، لاسيما بأن ما يربط الطلبة أكبر من أن يفرقهم، وأن الهدف الأسمى لإجراء انتخابات الطلبة هو تكريس الحياة الديمقراطية وبناء الشخصية الطلابية المتقبلة للتنافس بروح رياضية، وتمكين طلبة الجامعة من المشاركة الحقيقية في رسم مسيرة التعليم الجامعي وصنع القرار فيه وتنفيذه.
طلبة الهاشمية الذين يأمنون حقاً بضرورة دحض الإشاعة حرصاً على نسيج المجتمع وتماسكه وخاصة المجتمع الطلابي، واستجابة للأمر الإلهي (فتبيّنوا)، ولتطلعات جلالة الملك لأردن يخلو من الإشاعة، لاسيما أن الاشاعة على حد وصف جلالته: "تجوب العالم قبل أن ترفع الحقيقة رأسها" مارسوا العملية الانتخابيّة متسلحين بقاعدة "إن لم نرى فلن نصدق"، وقد كان لذلك الأثر الكبير في ترسيخ الأجواء الإيجابية والمشاركة الفاعلة.
وإزاء ذلك، فإن سر نجاح انتخابات الهاشمية اليوم هو حرص إدارة الجامعة على ضرورة مشاركة الطلبة بانتخاب مجلسهم واختيار من يعتقد الطلبة أنه يمثلهم فِكراً وسلوكاً ومنهج عمل، فبحسب رئيس الجامعة: " من يُحسن اختيار من يمثله في انتخابات مجلس الطلبة سيحسن اختيار نائب البرلمان بالضرورة، وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على واقع الحياة السياسية والاجتماعية في الأردن، لذا لابد من مشاركة الجميع فالانتخابات ليست محصورة على فئة أو جهة دون أخرى".
وأضاف " لغايات مشاركة الجميع وعدم الاستثناء تم تخصيص ثلاثة مقاعد للطلبة الوافدين، ومقعد واحد لأولي الضرر لاسيما أن كليهما جزء لا يتجزأ من نسيج الجامعة الطلابي".
كما يتمثل سر نجاح انتخابات الطلبة بتميز الطلبة أنفسهم ووعيهم، وجهود التعاون لكوادر الجامعة وعماداتها ووحداتها، واختيار الجامعة لقانون انتخابي طلابي عصري تمثل بقانون القوائم النسبية المفتوحة مع حد العتبة، وهذا ما لم يسبقها إلى تفعيله أي جامعة أخرى، بل أن القانون المختار هو ذات القانون الذي إرتأت الدولة الأردنية تطبيقه دون أن تذكر الأخيرة بأن الهاشمية هي عرّابته.
وإزاء نجاح الانتخابات الطلابية نبارك لإدارة الجامعة، وأسرتها الأكاديمية والإدارية، وطلبتها، ولكل من ساهم في هذا الإنجاز والنجاح، مقدرين جهود الزملاء في جميع عمادات وكليات ووحدات الجامعة، وخاصة من اشترك منهم في لجان التنظيم والإشراف والمتابعة ولجان الاقتراع والفرز واستخراج النتائج والذين لم يدخروا جهداً في سبيل إنجاح الانتخابات والتي هي جزء من نجاح الجامعة وتقدمها.
نهاية تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة.
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا