(من سلسلة قناديل في العتمة)
ما نشهده منذ مدة ليست بالقصيرة من تصريحات صادمة لبعض المسؤولين في مختلف المناصب والمواقع, أو مسؤولين سابقين ,تدعو الى الاستغراب والدهشة, ولا تتناسب مطلقاً مع المنصب والمكانة والخبرة وأحياناً العمر, والأدهى من ذلك أنها لا تراعي الوضع الحساس الذي يمر به الوطن داخلياً وخارجياً, وكأنها محاولات استفزاز مقصودة للشارع ,تصريحات بلا معنى وغير مسؤولة.
لعل من أبسط أبجديات الدبلوماسية وفن التعامل مع الجمهور والتأثير عليهم للشخصية العامة (هذا إذا افترضنا أن ذلك من أولويات المسؤولين واهتماماتهم عندنا) أن يتقن المسؤول فن الحوار والإقناع ,القدرة على ضبط النفس مهما كانت المواضيع أو الأسئلة مستفزة ,بالإضافة للتواضع واللباقة والهدوء,ولعل ما يُجمع عليه أطباء وعلماء النفس أن العصبية والصوت العالي ما هي إلا دليل على ضعف الموقف وهشاشة الحُجّة, أو لعله أسلوب وتكتيك مقصود من بعض المسؤولين تطبيقاً للمثل الشعبي ((اغلبوهم بالصوت قبل ما يغلبوكوا)).
ناهيك عن الإيماءات والتعبيرات الجسدية التي تصدر عن المسؤول بشكل إرادي أو لا إرادي والتي لا يُلقي لها بالاً, لكنها تعتبر أقوى من الكلمات و تترك انطباعاً سلبياً قوياً ومؤثراً على المتلقي.
ربما أن تكون مسؤولاً ناجحاً ومؤثراً ليس بالأمر السهل ,ولكن بنفس حماسك وجُرأتك على استلام المنصب ,والتمتع بالميزات والامتيازات, فلتكن كذلك بالتصدي للتحديات, والعمل الجاد لما فيه مصلحة الوطن بكل أمانة وإخلاص,وليتسع صدرك لتحمّل كل التساؤلات والانتقادات ,والمحاسبة على الإنجاز ,وإلا فاترك المنصب لمن يقدر عليه ,غير مأسوف عليك.
ولعل ما يدعو إلى الحزن أكثر,أن الكثير من التصريحات للعديد من الشخصيات العامة ,ولمسؤولين حاليين وسابقين لم تكن مستغربة, رغم كونها صادمة, لأنها كانت تؤكد المؤكد فقط,أن الطريق إلى الإصلاح ما زالت طويلة ووعرة بوجودهم, لكن بعض التصريحات التي صدرت من بعض الشخصيات ,والتي كنّا ننظر اليها باحترام, باعتبارها قامات سياسية ,صاحبة خبرة ورؤية ,حريصة على المصلحة العامة ,تترفع عن المكاسب الضيقة والتنفيعات للأقارب والمعارف والأصدقاء على حساب الوطن,كانت مؤسفة, لذلك كان سقوطهم مدوياً ,وصل صداه للدوار الرابع ,تلك الشخصيات قامت بعمليات أغتيال ذاتيه, اغتيال لتاريخها وماضيها .
كانت كفك التي اغتالتك,حتى إنك لم تترك للآخرين مشقة أغتيال شخصيتك,ومواجهة المشاكل مع قانون الجرائم الإلكترونية والتشهير واغتيال الشخصية ( وكفى الله المؤمنين القتال) !!!
حماك الله يا وطني