الاشاعة والنكتة وأثرهما على المجتمع
مأمون ابو جقيم
08-12-2018 07:41 PM
النكتة أنموذجا ...
تساهم النكتة وبشكل فعال في إضفاء روح البسمة والضحك في الأشخاص الذين أتعبتهم الحياة وأرهقتهم صروف الدهر وهذ هو هدفها الأسمى والأجل ... إلا أن النكتة هذه الأيام أخذت منحى خطيرا ومنعطفا صعبا حيث تركزت وبشكل ملفت في هدم القيم وتفتيت المجتمعات والأسر بطريقة هادئة وغير ملفتة للنظر والمتفحص لها بشكل جيد يدرك خطرها وأثرها على المجتمع والأفراد والأسر شأنها شأن الاشاعة الهدامة .
إن شخصية الزوجة التي أخذت النكتة منها مأخذها وشوهتها بشكل كبير بل وقللت من قيمتها وجعلتها أضحوكة وألعوبة وأداة للمسخرة والتندر في الجلسات والتعاليل
يجدها المتتبع للنصوص الشرعية والسماوية والانسانية أنها ذات قيمة ومكانة في المجتمع ومؤكدة تلك النصوص على دورها البناء .
فالزوجة في المجتمع العربي وغيره لبنة أساسية ومهمة في بناء الأفراد وتنشئة الأجيال التي تبني وطنها ومستقبلها ونلحظ هنا كثرة النكت التي طالت الزوجة وقللت من قيمتها وجعلتها عبئا ثقيلا على الزوج بل ومدعاة للسخرية والتفكه في الجلسات التي يحضرها الكبير والصغير والعالم والأميَ حتى تفاقم الأمر وأصبحت نكت الأزواج من أكثر النكت تداولا وإضحاكا متغافلين عما تزرعه هذه النكتة في نفوس المتلقين على اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية من أن الزوجة لا قيمة لها بل هي متاع وألعوبة يسهل الاستغناء عنها . وهذا أمر مرفوض عقلا فكيف من يبني يصبح هداما وكيف من يزرع الإيجابية يصبح سلبيا . ولا يظنن أحد أن الأمر محض صدفة فالمتتبع لظهور النكتة يجد أنها استخدمت ومنذ زمن للتأثير على الشعوب وزرع الفرقة وبناء الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد والغاية من ذلك إضعاف الشعوب لإضعاف الدولة فالأفراد المختلفون لا يبنون بمعنى أن النكتة أصبحت سلاحا فتاكا يهدم الأمم والشعوب لذلك الواجب علينا اجتناب كل ما من شأنه أن يشكك في قوة العلاقة الأسرية أو يساهم في تهوينها واستصغار المنكرات أو يهدم الشخصيات ذات الصفات الاعتبارية كالأم والأب والجار ورجل الأمن ورجل الدين والمعلم وغيرهم .
ولتوضيح أثر النكتة نضرب مثالا معاشا هذه الأيام في المجتمعات ألا وهو صورة المحشش او السكير فهو يظهر دائما بصورة الرجل خفيف الظل والمحبوب وصاحب الحضور المميز بل له أصدقاء ومحبون كثيرون إضافة إلا أنه شخصية طيبة وصاحب قلب كبير بعكس الصورة المرسومة في النكتة عن الزوجة صاحبة اللسان اللاذع والتي تنشر النكد على الزوج والأبناء والبنات في البيت وخير شاهد على ذلك ما ترسمه كثير من الافلام والمسلسلات حول هذه الشخصيات فالسكير والحشاش فيها شخصية طيبة يزرع الفرح والسرور أينما حل ، والزوجة فيها خائنة ونكدية وتزرع الهم والغم أينما حلت .
ان هذه الظاهرة تجعلنا نقف بروح المسؤولية أمام واجباتنا تجاه مجتمعاتنا وأمام قيمنا ومقدساتنا وأسرنا وأن لا نسمح لأي فرد أن يمس قيمنا ومقدساتنا وصفات أفرادنا الاعتبارية بأي سوء لأن خطر النكتة يوازي ويساوي في القوة أثر الاشاعة
وفي الختام زوجاتنا هن أمهات أبنائنا وهن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا والواجب وضعهن في مكانتهن الحقيقية والصحيحة ومنع تداول أي نكتة من شأنها التقليل أو الاستخفاف بها .