الجلوس على المقاعد الأولى .. واقعها ومشكلاتها المصاحبة
د.حسين محادين
17-07-2009 04:51 PM
عمون - كتب د. حسين محادين - هل لدينا في مجتمعنا الأردني مشكلة أسمها " الجلوس في الصفوف الأولى للمجالس أو على المقاعد الأولى سواء في الاحتفالات أو المناسبات ؟؟.. الممارسات اليومية تُشير بنعم، ولكن لماذا تتكرر هذه المشكلة في حياتنا اليومية تقريبا وتستمر إلى ما بعد المناسبة على هيئة معاتبات واحتجاجات وقد يعقبها صُلحات ، ثم ما هي جذورها النفس-اجتماعية وبلغة بسيطة ؟
•يبدو أن الصف الأول يُمثل رأس الحربة- في اختراق أبصار الرعاة من المسئولين أو الأثرياء والوجهاء- من وجه - في أي نشاط أو مناسبة بعد هزائمنا المتكررة في الحروب - ، فهؤلاء الرعاة عادة هم أصحاب المكانة الاجتماعية السياسية والتأثيرية العليا فيبدو أن التزاحم أمامهم من قبلنا يمثل عاملا مهما في حرصنا على الجلوس في الأمام عادة؛وربما عملا بالقول الشعبي "جاور المسعد بتسعد؛ أو الغايب عن العين غايب. عن القلب؟.
* لكن؛ هل يؤثر تصميم المجلس-القاعات،أو والصواوين و تنظيم الطاولات وحتى المناسبة و شخصية راعيها على الزيادة أو التقليل من حجم التنافس للجلوس على المقاعد أو الصفوف الأولى كجزء من تفضيلاتنا الاجتماعية،بالتأكيد ، وإلا لماذا يحرص المعازيب أو حتى الجلوس مثلا على المناداة–لا أبو فلان – دون غيره للجلوس في صدر البيت أو المجلس دون غيره ؟ أوليس هذا الحرص إنما هو الإقرار الضمني بوجود تراتب اجتماعي منزلة الأفراد بنظر مجاميع المشاركين ، وألا ما معني أن هذا النشاط يقام برعاية( س وهو ذو شأن بالتأكيد )من الأفراد دون غيره ، ويقال عادة "لاتقعد في مكان يقوموك الرجال منه" أي لست بمكانة تخولك الجلوس هنا عرفا وبالتالي إلزاما لك بالامتثال وأخلاء المقعد.
•تُرى هل أن ترقيم المقاعد قد حل لدينا هذه المشكلة أو سيحلها،لا اعتقد؛ لان الأرقام نفسها تحمل منى التراتب والتمايز حجما وتأثيرا تبدءا أولا وثانيا....الخ وبصورة مرتبطة مع ذهنية الصالة أو قاعة المحاضرات فهل بداء من اليمن إلى الشمال أم العكس أو من المقعد الأقرب إلى صدر القاعة-المنصة،المسرح،شاشة العرض أو حتى الصيوان وبيت الشعر أو الِشعر _ فهل لثقافتنا المتماهية صحراويا مع قولة الشاعر" لنا الصدر دون العالمين"..؟؟؟؟.
*أخيرا ما ذا لو فكر المنظمون لأي احتفال أو ومناسبة أن يصمموا مجالسنا بصورة توفر فرص المشاهد للجميع بنفس المستوى من الرؤية والوضوح خصوصا بعد توفر شاشات العرض الكبيرة فهل يمكن أن تحل المشكلة ربما لا ؛لان الأصل في تعاوننا نحو الحل لهذه المشكلة مرتبط بعقلية الراعي لأي احتفال أو مناسبة عامة أو المتحدث الرئيس ورغبته في تعديل نظرته أو ذهنيته عند رعايته لأي نشاط لان موقع جلوسه هو المثير الأول والأساس لتوجيه عملية التنافس بيننا لاختيار الصف الأول الأقرب إلى جلسة حضرته، لأنه هو الذي يحدد جلوسه وما علينا نحن ألا التنافس على الصف أو المقاعد الأولى المقابله لمكان جلوسه -حفظه الله- وأبقانا نحن مختلفين على حجم النفاق له والجلوس قبالته . وإلا كيف سنحل هذه المشكلة ونحن نرفض فكرة المجالس/الطاولات المسديرة التي تجعلنا جميعا متساوون ولو كأبناء تسعة في هذه المسرحية الملهاة والتي تحمل اسم الحياة بامتياز. إنها دعوة للحوار المستدير أيضاوعيا وتطوير؟؟؟؟؟؟؟؟
حسين محادين
باحث وأكاديمي أردني