سنةٌ جديدة تأخذُ اُردنِنا إلى برِ ألأمان
الدكتور ماجد الشامي
06-12-2018 04:00 PM
نحنُ نقتربُ من نهايةِ السنة المشؤومة ٢٠١٨، والتي كانت بمثابةِ كابوسٍ للشعبِ الاردني، ولنبداءَ بمشيئةِ الله سنةٌ جديدةٌ عسى ان تكونَ فاتحة فرجٍ على الشعبِ الاردني. هذا الشعبْ الذي تحملَ ما لا يُمكن تَحمُله حتى لو كان النبي أيوب. فلقد كان الاردنْ يتعرضُ للكارثةِ تلوة الاخرى ولكنَ الشعب الاردني صاحبُ إرادةٍ وتصميم.
إرادةِ العزةِ والكرامةِ والاعتزاز بالنفس والتصميمُ على تجاوز كل الكوارثِ والصعاب التي عصفت به وأستعصت عليه.
شعبٌ عرفهُ المستشرقين ومن كان خصماً له في المعارك على انهُ شعبٌ لا ينحني الا لله وحده. شعب أثبت عبر الازمنةِ انه ينتمي للأسرةِ الاردنيةِ الواحدةِ ولا فرق بين أحدهم إلاّ بالتقوى.
شعبٌ يحرصُ كل الحرصِ على الوحدةِ الوطنية وعلى نسيجهُ المجتمعي الواحد ويعتبرها خطٌ أحمرَ لا يمكن المزاودة عليه وهذا ما أكد عليه الهاشميون مراراً وتكراراً.
إنّ المصائبَ التي عصفتْ بالاردن وشعبها هذا العام المشؤوم هي بمثابةِ تسونامي أو زلازلٌ قادرٌ أن يهدَّ جبال، ولكنها عجِزت أن تعصف بمن هم فخرَ الرجال.
ولكن بالإرادةِ والتصميم والصبر ومثابرة النُبلاء من أبناء هذا الوطن الواحد، تمكنّا من تجاوزِ المحنةِ تلوة الاخرى.
شعب كان في قلب الربيع العربي المشؤوم ومحاصراً من كل الجهات بسببه، ولكنهُ بقِيَ حراً أبياً معطاءاً وكان خيرُ وعاءٍ حاضِنٍ لكلِ العرب الذين لجؤوا إليه وتقاسم رغيفَ الخبزِ معهم، وهذه شِيم النشامى النُبلاء، ولما لا ونحن جيشنا هو "الجيش العربي".
شعبٌ خنقهُ الاحتلالُ الإسرائيلي بتصرفاتهِ الصبيانيةِ من جريمةِ القتل التي حدثت بالسفارةِ الإسرائيلة إلى الترويج لصفقة القرن البهلوانية. ناهيك عن جملةٍ من ألأزماتِ والصواعقِ التي تجسدتْ على أرض الواقع، كأحداثِ الكرك البطولية في مواجهةِ الإرهابين dec 2017.
وأحداث السلط في ليلةِ الإنقضاض على الخليةِ الإرهابية وإستشهادِ خمسةٍ نشميين في عمر الزهور aug 2018.
وإعتصامات الرابع كردة فعل عفوية على قانونِ ضريبة الدخل الفارغ من المضمون وأطماعُ البنك الدولي في استعمار الاردن اقتصادياً june 2018. فاجعة البحر الميت التي راح ضحيتها ٢٢ شهيداً معظمهم من الاطفال oct 2018. كارثةُ ضبعا ومليح والبترا التي حصدت أرواح ١٢ شهيداً.
مأساة عبارة أمانة العاصمة التي راحَ ضحيتها طفلة وشاب. مأساةُ الحفرةِ الامتصاصيةِ التي راحَ ضحيتها ثلاثةُ أطفال. مأساة مستشفى البشير الحكومي ولربما جملةً من مأسي هذا المستشفى، كان منها المغالطة بتسليم جثث المشرحة في حادثةِ البحر الميت إضافة إلى حادثة جثة الطفلة الميتة لمولود هو بألاصل ذكر الجنس، ولا زال وزيرُ الصحةِ متربعٌ على كرسي الوزارة.
إخواني وأخواتي في الوطن، إن الأردن بلد الأمن بإمتياز وهذا التفسيرُ الوحيد في قدرتهِ على الصمودِ في وجه كل الكوارث السياسية التي عصفت في بعض دول الشرق الأوسط ومناطق الجوار وأيضاً قدرته على تحجيم الكيان الصهيوني في مخططاته النيل من أمن المملكة.
أما الشق الثاني في التفسير لكل الاحداث والكوارث الطبيعيةِ التي نالتْ من أمانِ الوطن إنما هي نتاجُ النوايا السيئة عبرَ الأزمنةِ لوزاراتٍ متعاقبةٍ وأمانه العاصمة الذين لم يرتقوا إلى مستوى المسؤوليةِ في التنفيذ، وليس أقل سؤاً الواجب الرقابي لمجلس النواب الذينَ هم بعيدينَ كلَ البعدْ عن القيامِ بمهامهم الرقابيةِ، بينما هم قريبين كل القرب عن مسؤوليتهم المباشرة هم والوزراء عن المديونيةِ التي تصاعدت بوتيرةٍ غيرَ مسبوقةٍ في عهد آخر مجلسي نواب موثقة بالكمِ الهائل من ملفاتِ الفساد لاعتقادهم بأن الوطن بمثابةِ بقرةٍ حلوب لهم ولعائلاتهم ضاربينَ بعرضِ الحائطْ أهميةِ العملِ على توفيرِ متطلباتِ الأمان من صحةِ وتعليمِ وفرصِ عمل وبنيةٍ تحتية وتقاعد لمن منحوهم الثقةَ واسبشروا بهم القدرةَ على نقلِ الرعيةِ إلى برِ ألأمان.
إن من تسول نفسه العملَ بعيداً عن مصلحةِ الوطن والمواطن فهو بمثابةِ خاءنٌ لثقة الله والوطن والملك، وإن تمكنوا من التنصلِ من حسابِ الدنيا، فهم على موعدٌ مع حسابُ الاخرة، وكما يُقال أنّ الله يمهل ولا يهمل.
ومن هنا وبكلماتٍ نابعةٍ من قلبِ انسانٍ غيور على وطنهِ ولكي نستبشرُ خيراً في العام الجديد، وإذا كان لا بُدّ من الإبقاءِ على نهجِ الديموقراطية، بعيداً عن لا سمح الله مُصطلح جديد "النوابقراطية"، فإنني أرى أنهُ لا بدَّ من حلِ البرلمان والدعوةِ لانتخاباتٍ مبكرةٍ تفرزُ تحتَ قُبةِ البرلمان مجلِسُ أُمة يخافُ الله قبلِ أن يخافَ الوطن والملك شريطة أن يكونِ الشعب في هذهِ المرةِ ارقى من أن يقبلَ الرشوة في بيعِ البلد من خلالِ قبض الثمن مقابلِ صوته. والله وليّ التوفيق