facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مشروع هاشمي هو الحل!


شحاده أبو بقر
15-07-2009 02:37 PM

تحت هذا العنوان " مشروع هاشمي هو الحل" كنت كتبت مقالا قبل عدة اسابيع وعلى نحو استثار زملاء ذهب بعضهم الى حد القول ان هناك من يدعو الى انتاج هوية وطنية جديدة لدولتنا ليست هوية اردنية ولا هي هوية فلسطينية مثلا وانما هي هوية ثالثة جديدة يلتقي حولها الناس هنا على الارض الاردنية ، وبالطبع فقد قيل ذلك من باب النقد تارة والاستهجان تارة اخرى لمشروع اعتقد منتقدوه انه يدعو الى الغاء الهويتين الوطنية الاردنية والوطنية الفلسطينية, واستنساخ هوية جديدة بدلا منهما,وذهب آخرون الى اعتقاد خاطئ جدا يرى ان المشروع يحابي فئة الليبيراليين ويدعو الى استحضار"فكرهم "غير المنسجم مع موروثنا الحضاري والثقافي والاجتماعي والانساني, وهو فكر اقل ما يمكن ان يقال فيه ان مخرجاته تتنافى تماما حتى مع اسباب ومبررات وجودنا ,ولهذا قصة لا يتسع المجال للخوض فيها !.


عمليا "الهاشمية" ليست هوية ابدا ولن تكون ، وانما هي نسب مقدس ومشرف معا ، والمشروع الهاشمي الذي أعني لا يقوم ابدا على اساس هوية وطنية جديدة ، وانما على قاعدة هوية وطنية اردنية قائمة وفي احسن تجلياتها ، ومن المؤكد ان شطب الهويات الوطنية غير وارد عبر التاريخ ، كما ان انتاج هويات وطنية جديدة غير ذات جذور امر غير وارد كذلك، والبناء على اسس جديدة ممكن في كل المجالات التي تعارفت عليها البشرية, إلا في حالة الهوية الوطنية ، وبالطبع فان هناك فرقا بين الهوية وبين الهوية الوطنية ، ففي الاولى نحن نتحدث عن وثيقة أي " ورقة " تحمل اختاما رسمية تصدرها حكومات ، وفي الثانية نحن نتحدث عن حالة وجدانية تنتجها قلوب وعقول لتحدد المشاعر الانسانية لاتباعها ، والناس تملك ان تختار الهوية الوطنية التي تريد بتقادم الايام ، وليس شرطا ان اتباع هوية وطنية ما امر مرهون بالاصل اوالفصل اوالعرق او الجنس ، ولنا في مجريات التاريخ عبر وامثلة حية لعظام عاشوا هويات وطنية ليس لها من صلة باعراقهم اواصولهم اوفصولهم اواديانهم قط ، وفي تاريخنا العربي والاسلامي اغنى الامثلة على ذلك ، فسلمان فارسي ، وبلال حبشي ، وصلاح الدين كردي ، وجون جمال مسيحي ، وغيرهم كثير في طليعة من جسدوا بالفعل والقول معا الهوية العربية الاسلامية في احسن واصدق صورة ، وعالميا فالقائد الفرنسي العظيم نابليون بونابرت من جزيرة كورسيكا, والمناضل الكوبي الشهير ارنستوتشي جيفارا ارجنتيني ، ومن المناسب ربما الاشارة الى ان مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية ملك عربي هاشمي من مواليد مكة المكرمة, واول رئيس وزراء اردني من لبنان, واول رئيس اركان عربي للجيش الاردني من فلسطين ، ولا يتسع المجال لعرض اسماء كرام من سورية ولبنان وفلسطين شغلوا مواقع قيادية في تاريخ الدولة الاردنية وما زالوا ، وعاشوا هويتهم الوطنية الاردنية في اروع وابهى تجلياتها ,وبالمناسبه فأن في ذلك تاكيدا لا يقبل النقض على قوة ونقاء صدقية الروح القومية والانسانية في نفوس الاردنيين كافه,وكابرا عن كابر.

بوضوح لست ادعو الى شطب هويات واستساخ اخرى ، وانما انا ادعو الى التفكير مليا باعادة صياغة وانتاج الدولة الاردنية وفق قواعد صادقة تحاكي واقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، ولست ارى هناك مشروعا سياسيا يلتقي حوله الجميع افضل من مشروع سياسي هاشمي جامع لدولة هويتها الوطنية اردنية, وثقافتها اسلامية, وحضارتها عربية ,وبصورة اكثر حضورا ووضوحا وفاعلية ، وهي دعوة تنطلق من حقيقة ان الدولة الفلسطينية المنتظرة لا يمكن ان تقوم الا على ارض فلسطين التاريخية ، وحتى لو قامت هكذا دولة على ارض اردنية وفق "هلوسات " ما يسمى بالوطن البديل , فهي اذن دولة فلسطين في المنفى, ولا يمكن لها ان تمتلك مقومات الديمومة والرسوخ باعتبار ان الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين ، ومن هنا فلست اشك ولو للحظة في ان " دولة اسرائيل" لن يكون حليفها البقاء باعتبارها دولة قامت على انقاض شعب طرد من بلاده بقوة السياسة والعسكرة والاقتصاد, وبتواطئ القوى الكبرى التي تسعى اليوم لايجاد حل ما يعالج بعض مخرجات تواطئها في حقبة ما من تاريخ المنطقة والعالم ! .

لا علينا ، المشروع الهاشمي الذي اعني هو ذلك المشروع السياسي الذي يضع الاردني من اصل اردني والاردني من اصل فلسطيني امام واقع موحد يجعل من الاثنين معا حالة وجدانية واحدة تغار على الاردن وعلى حاضره ومستقبله, وتسعى من اجل بلورة الدولة الفلسطينية المستقلة على الثرى الفلسطيني, وتنطلق في ذلك كله من موروث عروبي اسلامي انساني صادق وامين لا يتعامل مع الانسان على اساس عرقه واصله ودينه وجنسه ، وانما وفق مبدأ " التقوى " وحده ، مصداقا لقوله تعالى " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم " صدق الله العظيم .. فالله جلت قدرته لم يخلق اوطانا قط ، وانما خلق شعوبا وقبائل لغاية سامية هي التعارف ليس الا ، ومن هنا فالدولة المسلمة لا تحجر على اهل الاديان معتقداتهم, ولا على اهل الاعراق اعراقهم ,ولا على اهل الاصول اصولهم, وانما تؤمن بان " التقوى " هي معيار المفاضلة بين الانسان واخيه الانسان ، ومتى كان الانسان تقيا ، فلا خوف منه ابدا ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون !!.

من جديد ادعو لصياغة المشروع السياسي الهاشمي الجامع الذي يؤطر كل الاعراق والاصول والاديان في هوية اردنية عربية اسلامية انسانية جامعة تصلح لان تكون دولة الاسلام العربية بتقادم الايام ، وبما يمكن ان يستوعب دولا وشعوبا اخرى ان هي ارادت ,خاصة ونحن نعيش اليوم عالما تتنامى فيه نزعات وطموحات سياسية اقليمية ودولية عديدة ليس بينها وجود او متسع لهمومنا العربية المجردة ، بل هي النقيض لحقيقة ان الدولة المسلمة او الاسلامية لا يمكن لها ان تقوم الا بزعامة عربية وبحكومة عربية وادوات عربية ، ويقينا فالمسلمون "السنه" وهم الاغلبية الساحقه في تعداد مسلمي الارض, يحتاجون اليوم الى" مرجعية " دينية وسياسية فاعلة وذات شرعية, ولست اخال غير الهاشميين من يمتلك هكذا شرعية في عالم اليوم,فهم احفاد محمد صلى الله عليه وسلم وهم أهل البيت وورثة الرسالة, وفي ذلك عز العرب والمسلمين جميعا ,ولهم حق الوصاية وشرعية الولاية في امر المسلمين سنة وشيعة كافة.

وما دام الشئ بالشيء يذكر ,فقد كنت اعتقد ان بلوغ هدف عظيم كهذا الهدف الذي يوحد الناس ويسمو بفكرهم فوق الاحقاد والنزعات الاقليمية والتطرف ومثالب الاستئثار ويوظف قدراتهم بالتالي في صناعة حياة افضل لهم وللاجيال من بعدهم, امر ممكن من خلال حزب "التيارالوطني "العتيد الذي ينتظر الحصول على ترخيص رسمي من وزارة الداخليه بحسب ظني,ومن يتفحص وبتامل مسودة الورقة الأولى التي نادت بتأسيس هكذا تيار يلحظ وبوضوح ربما, ان الهدف هو بناء تنظيم سياسي وطني اردني هاشمي على اسس تجمع ولا تفرق ,وعلى قواعد الدين والقومية والوطنية والانسانية معا,.باعتبار ان هذه مجتمعه هي المحاور الاساسيه التي على اساسها نشأت الدولة الاردنيه ابتداء ,باعتبارها دولة كل من يعتقد بانه اردني وكل من يعتقد بانه عربي وكل من يعتقد بانه مسلم وكل من يعتقد بانه انسان,على ان الاطار الجامع لكل هذا ,هو الاطار الاردني الهاشمي الذي يحترم الاردن ويلتزم الدفاع عنه وعن وجوده ,مثلما يرى في الحكم الهاشمي حالة مجد اردني عربي اسلامي انساني يجب ان يستمر وفق منظومة"الحاكم العادل" الذي ينذر الذات في خدمة الناس ,لا من ينذر الناس في خدمة الذات ,ويقينا فان الانصاف يقتضي الاقرار بان الهاشميين اهل البيت ما كانوا ابدا الا المنذورين في خدمة الناس, ومن هنا فقد استحقوا حب الناس وتقدير الناس واحترام الناس!...وللحديث بقية ان شاء الله ، وهو من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :