نعم دفاعاً عن ممدوح العبادي
محمد يوسف الشديفات
05-12-2018 07:56 AM
كثيرة هي المحن التي تعصف بوطني الاردن بين الحين والآخر، لكنها سرعان ما تنجلي بحكم ظروف لست بصدد التطرق اليها، الا ان هذه المحن عادة ما تعبث بالوعي الجمعي، تاركة خلفها اثراً سلبياً يهدف الى ضرب الثوابت والقيم الاساسية التي بُني عليها المجتمع الاردني، ومما لا شك فيه ان من اخطر هذه الممارسات على الاطلاق، هي زعزعة المكانة المرموقة التي احتلها ثلة من الاولين وقليل من الآخرين من رجالات هذا الوطن، ممن رسموا ملامحه وسطّروا تاريخه وحاضره.
انني أزعم ان معالي الدكتور ممدوح العبادي، والذي تعرّض ويتعرض في الآونة الاخيرة الى شتى انواع الهجوم الممنهج، هو قامة عربية واردنية، وهو مدرسة سياسية قائمة بحد ذاتها، واجد نفسي اقل من ان اكون مدافعاً عن شخصية بحجمه، وأجده اكبر من الحاجة الى من يدافع عنه، فمناقب الرجل ومآثره وانجازاته تملآ فضاء الوطن، لا ينكرها الا جاهل أو جاحد، فلقد كان على الدوام أهلاً للمهمات الجِسام، ومزيجاً فريداً جمع بين السياسة والادارة والعلوم والمعرفة والثقافة، ولم يحد أبداً عن مساره العربي الاردني.
كما ان تجربته الغنية في ميدان التشريع، جعلت منه مرجعاً دستورياً، ومؤسساً لمذهب سياسي عز نظيره في هذه الايام، فتراه ينتقي أيسر الطرق وأجزلها لإيصال افكاره المتدفقة، والتي عادة ما يغلفها بالنكتة الظريفة، لم يهادن أبداً عندما تعلق الأمر بالوطن، ولذلك تجد خصومه يتصيدون له في كل المحافل، وآخرها كان ذلك الاجتزاء الساذج الذي قامت به قناة "المملكة" من المقابلة التي قدم فيها معاليه ايجازاً عبقرياً لواقع الحال، ووصفة سحرية للخروج من الازمة التي نمر بها.
الى العم ابو صالح، الى الرجل الذي رسم عمان التي نراها اليوم، الى من ارسى قواعد مهنة الطب في بلدي، الى من ترجم لنا الدستور الاردني كما ينبغي ان نقرأه، الى من جمع بين العشائرية والوطنية والقومية بأسلوبه الذي لن يتكرر، اليه اقول اننا مدينون لك بالكثير، وان خصومك هم خصوم الوطن، لكن مريدوك كثر، ومحبوك اكثر، والله ادعو ان يمدك بموفور الصحة والعافية، كي يستمر العطاء الذي عهدناه منك.