أزمتنا في الطابور الخامس وليست إدارية !!
أكرم جروان
04-12-2018 10:58 PM
أمسينا نسمع بعض التحليلات من هنا وهناك، والتي تُعزي حالة الوطن والمواطن إلى إدارة رئيس الحكومة لهذا الملف ، وهذا رأي نحترمه ونُجِلُّه، ولكن من منظور آخر نجد أنَّ العراقيل التي تضعها فئة معينة أمام التغيير وبث ما يُخَوِّف المواطن أو حتى صاحب القرار من التغيير هي التي تقف أمام عجلة التقدُّم والإزدهار .
وهذه الفئة هي التي تخاف على مصالحها الخاصة، وتُقدِّم مصلحتها الخاصة على مصلحة الوطن، وهذا الفساد بعينه، وإسمح لي أيها القاريء أن أنعت هذه الفئة بالطابور الخامس، الذي يتكلم أكثر مما يُنتج، ويشكو دون أن يشكر الله على نعمائه وفضله، فهو كالذي يضع العصا في الدولاب ، لا يُرِيد من عجلة التقدُّم والتطوير، النهضة والبنيان أن تستمر في بناء الوطن وإزدهاره !!!.
هذا الطابور قد سبَّب لنا الأوجاع والآلام ، منذ زمن بعيد، فقد تعاقبت حكومات كثيرة ومتعددة ، وكل حكومة منها كانت تواجه هذا الطابور وتأثيره ، وكان وما يزال ينقصنا القرار المناسب في الوقت المناسب من رئيس الحكومة .
نعلم أنَّ لدينا رجال وطن ، ذوي إنتماء وولاء، ولكن لدينا بالمقابل الفساد وأهله، وهذا الفساد هو الذي ينخر في جسم الوطن، حتى جعله مريضاً، فالإصلاح هنا يحتاج الجُرأة في إتخاذ القرار لمصلحة الوطن والمواطن، لا يحتاج التسويف، ما دام القرار يصُبُّ في مصلحة الوطن والمواطن.
الوطن للجميع، وإختلاف الرأي لا يُفْسِد للود قضية، وهذا رأي كاتب هذه السطور لرئيس الحكومة ، إجتهاد منه في تقديم الأفضل للوطن والمواطن ، وخِدْمة الوطن والمواطن بأفضل الخِدْمات ، وهو رأي يحتمل الصواب والخطأ .
لذا، أرى أن يكون رئيس الوزراء - وهو الشخص الذي أحترمه وأُجِلَّه- جريئاً في التغيير من أجل الوطن وشبابه وأهله، فما دام شخصه الكريم يتمتع بالإبداع والتميُّز وحُسْن الإدارة، فلا ضير بتطبيق ذلك على أرض الواقع، ترجمة وتجسيداً لرؤية صاحب الجلالة والهالة، سليل الدوحة الهاشمية وآل البيت الأبرار، سيد البلاد الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم.