القراءة .. ثروتنا الضائعة
هدى الحنايفة
04-12-2018 02:04 PM
تعد ثروة الأدب أبلغ رسالة، إن شغل بعناية، وكم شغلت هوليود به ما اقام الدنيا وهدمها ! توطئة حديثي عن الادب لا عودة للقارئ واثره.
الاثر المرجو تكشفه مقولة لأمين معلوف، مقولة يقف الفكر عندها ويعسكر لبرهة. يقول :" إذا قرأت قراءة فعلية أربعين كتاباً حقيقياً خلال عشرين عاماً فبوسعك مواجهة العالم".
فعل القراءة الذي ألمح له معلوف هنا قريبا من دعوة أن تكون قارئ نموذجي. تستجلي النص بعناية ، قد تتحول نظرته بعدها وقد تعلن موقفا يربط حبال قلبك ؛ففي مثل القراءة لا يخضع المرء. بل يرتقي على بساط اللغة لفضاء الوعي بالمخبوء من معنى، مرة تأويلا وأخرى إعادة إخراج .. فعلٌ قد يرمم المتصدع بنفسه. كما قد يحرره من أناه .
أول أمس أحيت جامعة البتراء نادي القراءة تحت مسمى #البتراء_تقرأ كانت أول جلسة ، بعد أن أجمع القراء مناقشة نصوصا أصيلة ، ابتدءوا بعمل الكاتبة والأكاديمية د. أماني سليمان "جوار الماء" نص الدهشة والشغف. السيميائي المكثف. طابت لي طريقة تقديمه وتناوله . طريقة أتاحت للحضور النظر في الأثر الأدبي خلال إضاءة نقدية تشريحية ختمتها أ.د الناقدة رزان ابراهيم ر.ق. العربية في الجامعة معلقة " طرحت الكاتبة قيمة التجاوز ، عدم النظر للخلف.
لا نتوقف عند اللحظات المعتمة في حياتنا". الجميل كيف تستخلص زبدة النص، وكيف لو كان كله زبدة؟ هذه لذته.
دخلت ناديهم زائرة، وما خرجت إلا مؤمنة بأن القراءة شريان نهضة لأي مذهب.ثروتنا الضائعة، عمي من تجاهلها . طوبى لكل جامعة تتبناها على النحو، فكم محتاجا وطننا لأن يلتقي الجيل على دلالة حرف لا يظلوا من بعده، لا أن يبيتوا يختصموا على حرف! بودي أن أعيش عصراً ذهبيا للقراءة، قراءة في زمن محبط ، قد يصيبنا بثنائية القطب لا يسعف النجاة منه إلا القراءة.