قالوا في كتب الحكمة " من امتلك ضميرا حيا ً , قصر ليله وسعد في الدنيا لأهله " فكل من حافظ على يقظة ضميره وأبقى للأمانة مكان في نفسه هو إنسان يمتلك من المواطنة والانتماء , ما يجعل الجميع يشهد له ويكون في مأمن من المسائلة والعقاب , أوردت هذه المقدمة القصيرة حول الضمير الحي , لأصل إلى فئة هي المقصودة بعينها وهي فئة القائمين على كل ما يختص بالغذاء ابتدءا ً من المستوردين وانتهاء بأصحاب المطاعم الذين يقومون بتقديم وجبات الطعام الجاهزة للاستهلاك .
شهدنا في الأسابيع القليلة الماضية محاولات من قبل بعض التجار المستوردين التجاوز على قوانين وأنظمة الجهات الرقابية المختصة في هذا المجال مثل استيراد أجنة عجول على أنها عجول كاملة النضوج بهدف بيعها داخل الأسواق , ولكن وقوف حراس هذا الوطن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يبيع ضميره ويتحايل على النظام والقانون ليبقوا سدا منيعا ً يحمي هذا الوطن وجميع أبناءه من كل ضرر وخطر , منعهم من الوصول إلى أهدافهم الدنيئة , فنحن لدينا جهات رقابية نشيطة على مدار الساعة تعمل على الإشراف والمتابعة لكل المؤسسات الغذائية في المملكة ولكن ليس من المعقول أن يقف على باب كل مطعم ومستودع وكل بقاله موظف حكومي يحمل دفتر المخالفات , فوجود أصحاب عمل ذات ضمائر حية , يقلل من تلك المخالفات إلى حد التلاشي .
وليس هذا غريبا ً على أبناء وطن , حلفوا بالدم على الوفاء لترابه يمتلكون من الحب والرفعة ما يفعل في داخلهم الرغبة بالحفاظ على أرواح وسلامة أبناءه , وهنا لا بد من الإشارة إلى الحملات التوعوية والإرشادية التي تقوم بتنفيذها كوادر المؤسسة العامة للغذاء والدواء , إما من خلال عقد ورشات تدريبية للعاملين في المؤسسات الغذائية أو من خلال إعطاء محاضرات تثقيفية للمواطنين حول الطرق الصحيحة في التعامل مع الغذاء واهم الشروط الواجب توافرها في أماكن بيع الأغذية من حيث النظافة والاشتراطات الصحية وطرق التعرف على الغذاء الفاسد وعدم استهلاكه لتجنب الإصابة بالتسممات الغذائية الخطيرة , بالإضافة إلى التعريف بدور المؤسسة العامة للغذاء والدواء من حيث الرقابة والسيطرة , وتحفيز المواطنين على تقديم أي شكاوي تخص الغذاء من اجل المتابعة بالتنسيق مع الجهات الرقابية الأخرى .
في النهاية أقول أننا كأردنيين نباهي العالم كله بالمستوى التعليمي الذي وصلنا له , فالأجدى بنا الحفاظ على الوجه اللامع الذي نمتلك بين الشعوب ولا نقوم بتعكيره بالطمع والجشع المادي والمتاجرة بسلامة المواطنين , وهذه دعوى للجميع بان يكونوا رقباء على أنفسهم وان لا يضعوا ضمائرهم داخل ثلاجة الموتى.
د. ردينه بطارسه