لا خوف على هذا الوطن سواء كان داخليا أو خارجيا، وان استحوذت بعض مشاعر القلق العفوي والايجابي على قلوب العديد من ابنائه، ولا نخشى اي قوة في الارض، بقدر ما نخشى على وطننا الحبيب من فئة قليله قد تتدافع نحو ممارسات تغيب فيها الحكمة والرؤى العقلانية والرشد السياسي، فخارجيا ومع احتمال وجود مخططات لإعادة رسم خارطة المنطقة وتسوية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، فقد سبق للشعب الأردني أن أجهض جميع المشاريع التي استهدفت دولتهم وأمنها واستقرارها، لا سيما وأن المخططات أصبحت مكشوفة للقريب والبعيد.
أما داخليا فإن الاصلاح هو مطلب شرعي وهو الغاية الذي تتفق عليه مختلف مكونات وشرائح المجتمع، والهدف الذي تلتقي حوله الارادة السياسية والرغبة الشعبية.
وبصرف النظرعن التفاصيل، فثمة واقع وحقيقة ينبغي ادراكها وهي ان الارادة السياسية التي ما انفكت تعبر عن توافق عميق مع ارادة الشعب، هيأت المسار الواضح ومنحت زخما شديدا لاطلاق اصلاح سياسي يكفل للجميع حقه في المطالبة والمشاركة والمسائلة، وهو حق لم يعد محصورا على الاحزاب السياسية واللاعبين السياسيين، انما اتسع ليشمل فئات عديدة خارج الاطر السياسية، ما يعني ان الحلقة باتت اشمل مما نعتقد ولهذا يجري تناول عملية الاصلاح المنشود في ايامنا هذه باسهاب، بعد ان حدد جلالة الملك مرتكزاته ومتطلباته لاخراج الوطن من الازمات التي يعاني منها, وبعد ان شخص قائد الوطن الخلل وقدم العلاج المناسب باصلاح نابع من الداخل يستند الى خارطة طريق في توجيهاته الواضحة والصريحة التي يفهم من خلالها ان لا مكان للحلول الآنيه، ولا مجال للاسعافات الاولية، ولا وقت للتضميد المتكرر، لان الامر بات يتطلب جراحة عميقة لاستئصال الخلل من جذوره.
الرؤية الملكية الثاقبة والقراءة الدقيقية للمشهد الوطني، تجعلنا على يقين ان لا خوف على هذا الوطن، سيما واننا جميعاً مع الاصلاح والتغيير.. لا مع الفوضى والتدمير.. مع الوطنية لا مع الفئويه.. مع العقول الموزونة لا مع العقول المرهونة.. ومع نكران الذات ساعة الاحساس بقيمة الوطن.. ومع تلاشي ظاهرة الحوار الصوتي حال الحديث عن مصلحة الوطن، فنحن في وطن اعز الله ابناءه بنعمة الاسلام المتسامح، والف بين قلوبهم، وجمعهم خلف قيادة هاشمية يتشرف الجميع بالوقوف خلفها.
هذا الوطن لا تزال القيم فيه راسخة وثابتة ثبوت قيادته وثبوت جباله... وهذه خاتمه لحديث لم ينته بعد.