ونحن على أعتاب الإحتفال بمئوية الدولة التي شيدها الأردنيون بالوفاء وبالعمل وبالدماء، فإن الحاجة إلى تبرز إلى قراءة وثائق الإعتزاز التي رافقت هذه المسيرة الممتدة تضحية ووفاءً للمُثل التي آمنا بها، واستسقيناها من مفردات شرعية الحضور الهاشمي.
وبالوقوف،عند أبرز الوثائق التي تبعث بالنفس الإعتزاز، وثيقة تعود لحرب عام 1948م، وهي: "وثيقة استسلام حارة اليهود للجيش العربي" وثيقة استسلام "الهاغانا" للجيش العربي، والتي تروي جانباً من بطولات جيشنا.
وفي متنها نقرأ: " بناء على الطلب المقدم من يهود القدس القديمة للاستسلام قدم الفريق الأول (أي الجيش
العربي) الشروط، فقبلها الفريق الثاني (أي الهاجناه في القدس القديمة)."
وفرض الجيش العربي خمس شروطٍ على عصابة الهاجناه في القدس، وهي: إلقاء السلاح وتسليمه من قبل العصابة، أخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب.
بالإضافة إلى "السماح للشيوخ من الرجال، والنساء والأطفال ومن جراحهم خطيرة بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر"، وتعهد الجيش العربي بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين.
والنقطة الخامسة بالوثيقة التي وقعها نيابة عن الجيش العربي عبدالله التل وعن عصابة الهاجناه قائدها في القدس القديمة (موشيه روزنك) ، جاء فيها: "يحتل الجيش العربي الأحياء اليهودية في القدس القديمة".
ووقعت وثيقة الاستسلام التي فرضت شروطها على قاطني حارة اليهود بالقدس بتاريخ 28 أيار عام 1948، أي بعد (13) يوماً من بدء مجريات الحرب، التي كانت فيها تمثل عصابة الهاجاناه القوة الضاربة للصهيونية.
وتؤكد شروط الوثيقة وخاصة المتعلقة منها بالجوانب الإنسانية حيث السماح للشيوخ من الرجال والنساء والأطفال بالخروج بواسطة الصليب الأحمر على أخلاقٍ عالية وانسانية.
وهذه الوثيقة شاهدة على بطولات جيشنا العربي في حرب عام 1948 بفرض شروطه على هذه العصابة.
ان هذه الذاكرة تحمل بعضاً من بطولات الجيش العربي في فلسطين، ودوره في صون القدس، خاصة في حرب عام 1948 التي ما زالت ماثلةً في الوعي الوطني الأردني.
واليوم، نحن أحوج ما نكون إلى أن تقرأ الأجيال الأردنية في وثائق دولتها وجيشها، لتدرك التضحيات التي بذلت في صون القدس، وصناعة زمان النصر.
كما أننا بحاجة إلى اصدار سجلٍ وطنيٍ لأبرز الوثائق التي تعبر عن الأردنيين، بدءاً بوثائق الإمارة ووثائق الحروب التي خاضها جيشنا العربي، وسواها من الشواهد على الدولة الأردنية التي سنحتفل بمئويتها في 2021م.