سأقوم في البداية بالتعريف بالعنوان وفحواه أن الجاهلية الموجودة في عنوان المقال ليست هي الجاهلية الأولى أي الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، بل هي قرية من القرى اللبنانية في جبل لبنان وتحديداً مسقط رأس الوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب المقرب من حزب الله والذي يستمد منه أي من هذا الحزب كل القوة وتحديداً في مجال الشتم والزعرنة وقلة الأدب الذي اشتهر بها هذا الرجل الذي لا يملك في عالم السياسة إلا «البلطجة اللغوية»، وكثرة الكلام وقلة أدبه.
وئام وهاب وبتحريض من حزب الله افتعل أزمة وبلا أي مبرر مع الرئيس سعد الحريري، أما سبب التحريض لحزب الله فهو بقصد زيادة تعطيل جهود الرئيس الحريري وحرفه عن جهوده في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، أما فحوى الأزمة فهي اللغة السوقية التي وصف بها وئام وهاب الرئيس الحريري ووالده الشهيد رفيق الحريري، وحتى زوجات والده، وهو كلام لا يقبله شخص عادي من الشارع، فما بالكم بشخص بمقام ومكانة سعد الحريري، وأنا هنا مضطر لاستحضار ما قاله «وهاب» من باب إطلاع القارئ الكريم رغم كل ما فيه من ألفاظ نابية وسوقية بحق الرئيس الحريري وعائلته.
يقول وئام وهاب والذي تحصن بالطائفة الدرزية الكريمة وحاول استغلالها حيث يقول في تبرير رده غير المألوف في الحياة السياسية في لبنان وفي العالم الحر على الحريري، يقول عن الواقعة التي استدعته للرد:..ان تجمعات في أزقة لشبان شتموا والده ووالدته، ويتهمهم بأنهم تابعين لسعد الحريري وتيار المستقبل، فرد وهاب عليهم باتهام الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنه «قواد»وبالتلميح ودون تسميته، وأنه خدم بهذه المهنة أمراء، وأنه فتح بيته لهذه المهنة، وختم كلامه غامزاً من ناحية الشهيد الحريري: «بيي» ويقصد والده.. لا مات بحريق، ولا غريق، ولا تشطشط على الطريق، ويهمز من جهة أن الرئيس الحريري الذي استشهد عام 2005 بسيارة مفخخة.
أما الأكثر خطورة في الأمر فيتمثل في عدم انصياع وهاب لقرار المدعي العام التمييزي بعد رفع الرئيس سعد الحريري قضية عليه بسبب شتمه هذا، وقام وهاب بمقاومة الجهة الأمنية التي وصلت بيته لتسليمه قرار المدعي العام، والأكثر إثارة أنه استنجد «بالجندرمة» التابعة له وروج خطاباً طائفياً مقيتاً يقول فيه (أن المساس بأي شخص من أبناء الطائفة هو بمثابة حرب معلنة على كل الطائفة في كل آماكن تواجدها في لبنان وخارجه).
هذا يحدث وغيره في دولة «الطوائف»، ففي لبنان فقط يمكن لحزب مثل حزب وئام وهاب حزب كرتوني يسمى «حزب التوحيد» أن يستأسد على الدولة وأن يتمرد عليها بسبب الدعم الايراني والسوري وأن يرفض الانصياع للقانون، وفي ظل دولة الطوائف هذه تتحول قرية وئام وهاب المسماة «الجاهلية» إلى عنوان بارز في الأخبار السياسية داخل لبنان وخارجه وتتحول «الجاهلية» إلى نمط جديد من استحضار الجاهلية الأولى التي كانت غابة بلا قانون وبلا ضوابط وبلا قيم وأخلاق.
وئام وهاب بات عنواناً للفوضى وبات عنواناً آخر للتأكيد أن السيادة في لبنان الشقيق هي فقط في بيروت الغربية.. والله من وراء القصد!!
Rajatalab5@gmail.com
الرأي