الأردن يواجه العبث والتزوير في تاريخه
د.ياسين الرواشدة
02-12-2018 06:09 PM
يعاني الاردن منذ استعادة وتجديد سيادته ككيان مستقل في العصر الحديث من عبث وتزوير لتاريخه ومن حملات تشكيك لوجوده كشعب عريق عمره الاف السنين من احفاد الانباط والمؤابيين والعمونيين والادوميين وعبورا الى ممالك الغساسنه العظام( جبله ابن الايهم وقومه الاردنيبن الاوائل الذين رغم اختلاف الدين الا انهم نصرواخوانهم العرب المسلمين في معركة اليرموك الشهيره التي وقعت على ارض الاردن ).
ليلتحق اقليم لاردن ضمن دولة الخلافه الراشده (ولاية شرحبيل بن حسنه). و في الاردن كان موقع مفاوضات الصلح بين معاويه والامام علي- ابو موسى الاشعري وعمرو بن العاص ( في اذرح جنوب الاردن) والى انضمامها كولاية في دولة الامويين التي اصبحت عاصمتهم دمشق .
عاصمة السريان التاريخيه والسوريين اللاحقين الى انتقالها مع شقيقاتها من تحت النفوء الاموي الى العباسي ولتمر ضمن الوطن السوري والعربي لكن كولاية ادارة ذاتيه ا لتصبح لاحقا جزءا من ولاية سوريا العثمانية لتعود طالبة التحرير والاستقلال مع شقيقاتها العربيات في الوطن السوري والحجازي والعراقي وبقية ديار العرب.
و ما اقامة امارة شرق الاردن عام 1921 الا بداية متجدده ونواة لاعادة توحيد الوطن السوري والاردن كولاية اساسية فيه .. لكن عدم قيام تلك الوحده كان بسبب خيانة بعض العرب ومكر ونقض الاستعمار لوعودة وتعهداته.والذي شجعه تفكك العرب وتخليهم عن المشروع الوحدوي الذي حملة الامير العربي الفذ عبدالله الاول.. والذي خذله كثير من السورييين بتشجيع من "الاشقاء" في مصر والجزيرة العربية والذين اعتبروا ان اقامة دولة سورية متماسكة تضم شرق الاردن وسوريا المصغرة ولبنان وفلسطين . يشكل قوة اقليمية كبيرة اعتبروها منافسة وليست سندا لهم .
لذلك واجهت المملكة الاردنية الهاشمية التي اعلنت الاستقلال الجديد للوطن الاردني في 25 ايار 1946 واجهت حملات تشكيك وتضليل .. فيما بقي مؤرخوها ورجالاتها ساكتين او عاجزين عن الرد على حملات الافتراء والدس على تاريخها وشعبها والتشكيك بميزاتها كشعب اردني عريق ساهم وضحى اكثر من غيرة في جميع حروب التحرير العربية بدء من فلسطين ومرورا بسوريا والجزائر وانتهاء بالخليج العربي ..
ان التنكر للتاريخ الاردني المجيد لم ياتي فقط من بعض الاشقاء والجيران بل من بعض مواطنية "تبعا لانتماءات اديولوجية او مصلحية او ارضاء لجار او تبعا لنفوذ صديق ..والغريب ان الذين اختلفوا مع النظام السياسي صاروا يختلفوا مع الوطن ومن يشككوا ببعض رجالات النظام السياسي الاردني صاروا يشككو بالاردن وشعبة وهويته بقصد او دون قصد ..
والاكثر استغرابا ان " المؤرخين" الرسميين للدولة الاردنية عندما يكتبوا عن تاريخ الاردن يمروا بعجالة على التاريخ المجيد مكتفين بالاشادة بملوك الاردن المعاصرين وهو امر محمود ومستحق لكنهم يقفزوا عن تسجيل تاريخ الشعب الاردني واصالته وجذورة العميقة في هذه الارض والتي ليست اقل عمقا من شقيقاتها شعوب فلسطين وبقية سوريا ومصر والعراق واليمن..
ربما ساضطر عندما يسمح لي الوقت بكتابة التاريخ الصحيح للوطن الاردني كما هو دون اخذ الاذن من جار او شقيق او صديق.