لك الحق عليَّ يا وطني، فأنت الأم الحنون التي تضمني بحضنها وحنانها، تحميني من أي إعتداء خارجي قد يُصيبني، تواسيني وتسهر طول الليل إلى جانبي في مرضي، تمسح دمعتي عن خدِّي ، تُقَدِّم لي السعادة في حياتي ، تسأل عني وحالي وأنا ناسي نفسي !!، ترسم على وجهي الإبتسامة وأنا حزين !!، تُطعِمُني ولو كان بها خصاصة ، تُريدني أن أكون أفضل وأحسن إنسان على سطح المعمورة .
تألَّمَت وعانت حتى أنجبتني، لأكون لها الإبن البار في حياتها وبعد موتها، لأساعدها على الحياة عند كِبَرِها، فأنا بالنسبة لها كل حياتها .
آلمتها كثيراً في حياتها، وسامحتني كثيراً ، فكان مني الخطأ ومنها السماح والدعاء لي بالتوفيق والنجاح!!.
كنت قاسياً في كثير من الأحيان معها وكانت ليِّنة معي ومُسامحة لي، وتدعو الله كثيراً لي!!.
وأنت يا وطني، نحن أبناءك الأبرار، وأنت أُمُّنا الحنونة ، فلك من الأبناء البارِّين بك، ولَك من الأبناء العاقِّين والجاحدين ، منهم مَن نهب مالك، ومنهم مَن يخونك، منهم مَن يُقدِّس ترابك، ومنهم مَن يجحدك !!!، ومنهم مَن يصونك ويحميك.
فلا تقذفنا بغضبك يا وطني، سامحنا بما عمل السفهاء منا إساءة بحقك يا وطني، سامحنا فإنَّا قد أخطأنا بحقك يا وطني، سامحنا فأنت الحضن الدافيء لنا يا وطني، سامحنا فلا تعاملنا بما أسأنا لك يا وطني، سامحنا فأنت الأغلى لنا يا وطني، سامحنا فإنَّا لك الأبرار يا وطني.
إنَّ الله جلَّ في عُلاه يقبل توبة التائبين، فلنبادر جميعاً بالتوبة عن الإساءة للوطن مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ونعود لحضن الوطن جميعاً تائبين، نادمين، ونصدُق التوبة والبدء بالعمل والعطاء من أجل الوطن بإخلاص وأمانة، وأن نكون الأبناء الأبرار للوطن، بإنتماء صادق ومخلص ، فهذا الوطن الغالي ، أردن أبا الحسين .