من كل ضد وضد .. مجموعة إنسان
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
01-12-2018 03:16 PM
هو الاردني، من كل ضد وضد تجمعت فيه صفات وخصائص، ولتعلم طبيعته يجب أن تغوص في أعماق أعماقه لتعلم ماذا أثّر في داخله ومحيطه الزمان، من مشاعر وجروح وعلامات تشرح واقعه الذي عاشه رغماً عنه، في كل مرحلة تعرض فيها لضغط وللحرمان، كونت منه مجموعة إنسان يحمل الكثير في جعبته، سفير لكل دول العالم وهو في بلده، ومتحدث بكل لغات العالم بلسانه المطالب بالعدل والانصاف لغيره، كريم لأبعد الحدود، معطاء بكلاتا يديه.
بعد كل هذا، هل عرفتم لماذا هو من كل ضد وضد مجموعة إنسان؟، ولكن أين مربط الفرس؟، بصمته الذي يكاد أن يخرج عنه، وبألمه الذي كاد أن يبوح به، لعله أدرك أن سفينة حياته تكاد تغرق بديون تحيط به من كل حدب وصوب، وكيس ماله قد خف من قلة حيلته، ولعل رأسه الذي غزاه الشيب مرات ومرات كاد أن ينفجر من بركان الضغوطات التي وجب عليه تحملها، لعله الأردني الذي يتمنى جميع العالم أن يكون أحد مواطنيه لاخلاصه وحبه لتربة وطنه، الذي قدم روحه لغيره لكيلا يخسر شيمة حاتم الطائي، لقد آن لنا أن نقدر هذا المواطن ونعطيه اكثر مما نأخذ منه، لقد آن لنا أن نشعره بقيمته وما يمتلكة من صفات عجزت بطون العالم أن تلد مثلها، بشهامته وكرمه وعطائه بلا حدود، الذي ولد جندي منذ صغره مدافعا عن أرضه، لعل هذه الصفات تدفع الحكومة برمتها أن تعرف انهم يمتلكون شعب هو الكنز بقيمته والجمال ببريقه، دعوه يتنفس، ودعوا له مجال أن يغفوا لو للحظة، ولا ترهقوه بمفاجأت كادت أن تجعل عيناه مفتوحتان وهو نائم وأذناه منصتتان وهو غافٍ، دعوا العروبة تنبت في أجيالنا والأردنة تكتب على جباهنا، قدروا شيمة ليعطيكم، فإذا أعطيتموه القليل أدهشكم بتضحياته الكبيرة.
وليتعض أولوا الألباب في بلدي مما هو حولنا وليشدوا المأزر حتى نزيل الظلام الحالك عن الأردني، فهو كنز عز وجوده في كثير من المجتمعات.