يوم التضامن مع فلسطين ،بين بؤس الحال العربي،وامكانات النجاه
___ ________
بالامس ،كان يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، وهو بالمناسبه نفس التاريخ الذي صدر به قرار هيئة الامم المتحده بتقسيم فلسطين الى دولتين، عربيه ويهوديه،على 46%و 54% لكل منهما على التوالي من مجمل الاراضي الفلسطينيه.على ان تُعطى مدينتي القدس وبيت لحم صفة دوليه.
وهو بالطبع القرار الذي لم يرى النور أمام الرفض العربي ، وهو رفض لم يكن يستند على اية قوة فعليه ،اللهم الا استغلال عواطف الناس ، وانسياقهم وراء شعارات فارغه لبعض الانظمه، التي فرضت على الامه حرباً كارثيه معروفة نتائجها مسبقاً، فألامه التي كانت أقطارها مفككه ومملؤة بالشك والعداء المتبادل في مابينها،، ولازالت تترنح تحت الادارات الاستعماريه، أو تحصلت بعض منها على استقلالاتها حديثاً ،لم تكن تقوى على مواجهة عسكريه امام قوة ناشئه مدربه موحده،مدعومه سياسياً من الدول النافذة اَنذاك،ومزودة بأهم اسلحة ذلك الزمن. فكانت النتيجه امام قوتهم وضعفنا،أن نشبت حرب 48 ،فضاع الجزء الاكبر من فلسطين!!! .
ومنذ ذلك التاريخ والعرب وقضيتهم "المركزيه" من تراجع الى اَخر، حتى كانت هذه الايام حيث البؤس العربي وصل ذروته،حتى اصبحت قضية الشعب الفلسطيني، في قاع الأجندات للدول العربيه وبالذات الكبرى منها والمؤثره، حتى القدس فقدت بنظر الكثيريين خصوصيتها وأهميتها وقيمتها التاريخية في الوجدانين العربي، والاسلامي المسيحي..
وعلى أي حال ً،فأن حالة الاحباط والتراجع السائده، لاتعني الاستسلام..وان صفقة القرن التي يتحدثون عنها ليس قدراً لايمكن رده،.وهناك قوه كامنه في مجابهة ذلك التردي،وربما كانت غير منظوره للكثيرين، وأعني بذلك العامل الذاتي المتمثل بالشعب الفلسطيني، وصموده التاريخي وتشبثه بالارض وعدم تكرار تجربة اللجؤ ،وبمقاومته المتعددة الاوجه والاشكال ،وبناءه اقتصادات في الداخل تعزز من قدراته على البقاء،بل والنجاح بان تبقى القضيه حاضرة في الوجدان الفلسطيني،والتمسك بالحق،وتوريث محبتها والتعلق بها جيل أثر جيل.
وهنا لابد من الاشاده بالموقف الاردني وموقف الملك عبد الله/ 2 الذي لالبس فيه، والذي اكد عليه بالامس تجاه فلسطين والتمسك بحق الشعب الفلسطيني ،والاشاره أن السلام والتنميه والاستقرار في منطقتنا،لايتم الا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه واقامة الدوله وعاصمتها القدس،وحق العوده وازالة المستوطنات.وهو موقف مبدئي،يمثل روحنا الاردنيه واشواقنا، التي هي اشواق تؤأمنا الفلسطيني.
وبعد/ كل قراراتهم، صفقة القرن وتوابعها، واستيطانهم ورفض حق العوده وقانون قوميتهم..كلها سوف تبقى بلا أية قيمه، وسوف تبقى قرارات احتلال احاديه، مادام لايتوفر طرف فلسطيني يقبل لدبها ويوقع عليها..وهذا الطرف الفلسطيني لم يتوفر ..وباعتقادي الجازم بانه لن يتوفر ابداً.
وسيبقى الفلسطينيون على ارضهم، ومن هو خارج فلسطين، فأن فلسطين تعيش في وجدانه..وذلك الى تتغير الظروف فيختل التوازن.."ويأتي الله بأمر كان مفعولا.."