"السامر" على قائمة اليونسكو، فما هو .. ؟
30-11-2018 11:42 AM
عمون- محمد الخوالدة- أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم ، فن «السامر» الأردني في القائمة التمثيلية للتراث العالمي «غير المادي».
وقالت منظمة اليونسكو إن فن السامر يمارس في العديد من مناطق الأردن، ويتألف بشكل رئيسي من الرقص والغناء ويتم تنفيذه في مناسبات مختلفة، وأكثرها شيوعا خلال مراسم الزواج.
يجدر وقد اختارت اللجنة الدولية الحكومية لليونسكو خلال اجتماعها في جمهورية موريشوس مؤخرا تسجيل ملف الاردن (السامر) على القائمة التمثيلية لليونسكو تقديم عرض مبسط عن السامر لمن ليسوا على دراية بامره وخاصة الجيل المعاصر ، وذلك لتوضيح ماهية السامر وكيف يؤدى .
بداية ينبغي الاشارة الى كيف حافظ السامر الذي هو لون من الوان الفنون الشعبية الادائية القديمة على وجوده رغم الحداثة التي غيرت الكثير من مجريات حياتنا ، ليبقى السامر تقليدا متوارثا بارتباطه المباشر بمناسبات الافراح والاعراس تحديدا التي يعتبر السامر احد ابرز فعالياتها .
وفيما تلاشت تماما الكثير من طقوس الاعراس ، فقد وجد السامر كفن شعبي اصيل من يحمله بحماس من خلال فرق متخصصة به ، لذلك فان حلقات السامر لازالت تتسيد الاعراس وخاصة في مناطق القرى والارياف والبوادي الاردنية .
تؤدى رقصة السامر من خلال مجموعة اشخاص بغض النظر عن تقاربهم العمري يصطفون الى جانب بعضهم البعض يؤدون قصيدا في مختلف اغراض الشعر من مديح وتشبب وغزل وحتى هجاء احيانا .
يتكون الراقصون الذين يكتمل مشهدهم تناسقا بارتداء اللباس العربي من شخص "قوال" يؤدي بمفرده القصيد المراد ، فيما يتقيد بقية الراقصين الذين هم بمايشبه "الكورس " الذي يرافق المغنين في يومنا هذا بمايسمى "اللازمة" ، فالقول يلقي قصيده الذي يستهله بقول " اول مانبدى ونقولي صلوا ع طه الرسولي " ويردد بقية الراقصين بعده وهم يضربون كفا بكف عبارة "هلا هلا بي ياهلا لاياحليفي باولد ، وهكذا الى ان ينهي القوال قصيدته ، وهنا يدب الحماس في الراقصين بما فيهم القوال مرددين كلمة " دحية ، دحية ..".
ويبلغ الحماس مداه حين يحضر "الحوشي" الذي قد يكون رجلا او امراة فيقوم بحركات يستفز فيها الراقصين ، يتحداهم ويتحدونه ، ليصل الحماس ذروته ان كان الحوشي امراة ، تظهر بلباس محتشم مما يثير حماسا منقطع النظير في نفوس الراقصين فيحاول كل واحد منهم اظهار قدراته امامها .
ورغم ان السامر حافظ على كافة مقوماته وعناصره لكنه فقد احد طقوسه المتمثل في "السراة" والتي تعني ان يحضر الى مكان العرس ليلا للمشاركة في السامر اشخاص من القرى المجاورة ، وبطبيعة الحال بعدت المسافة او قصرت فقد كانوا يصلون من حيث يسكنون سيرا على الاقدام وبركوب الدواب بالنظر لعدم توفر المواصلات .