عبثيون برسم العبودية المطلقة؟!
د.محمد جميعان
30-11-2018 03:21 AM
كانت البشرية تخاف من بروز مرحلة متقدمة جدا من الاستبداد، تفوق العبودية التي عرفها التاريخ في العصور الحجرية والمظلمة من السطوة والاستبداد وقمع الحريات الشخصية والفكرية والتعبير،
وهذا الرعب نابع من بروز قادة في العالم الثالث ؛ او ما يطلق علية الاقل نموا او زحف السلحفائي ، وكل ذلك كناية عن تخلفهم عن ركب التقدم والانسانية والديمقراطية والتنمية..
هؤلاء القادة الذين سيثيرون الرعب الحقيقي من كونهم يتربعون على سلطات تنفيذية وبايديهم القرار والصلاحيات، يدخلون البشرية فيما يسمى بعصر جديد يستهدفون به المشاعر الانسانية ويزجرونها، وذلك كما استهدفوها من قبل وما زالوا يستدفهون حرية الراي والتعبير ومفاصل من الديمقراطية نفسها، بتشريعات وقوانين تقيد هذه الحريات تحت عناوين شتى ، وابواب فضفاضة يقصد منها القمع وتكميم الافواه ،
وكل ذلك بفضل سطوة الصلاحيات والتشريع والمنابرة والتوجيه والقرار الذي يملكونه، وذلك تزامنا مع ما يشهده العالم الحر والمتقدم من تقدم هائل في الفضاء والاتصالات والاعلام والتواصل الالكتروني والخلويات الحديثة الذي اختصر العالم في لحظات..
هذه المرحلة او العصر الذي يثير الرعب وياتي على يد هؤلاء القادة والمسؤولين يطلق عليه " العبودية المطلقة " لانها تستهدف ما تبقى للعبيد من حرية، وهي حقهم في الاحساس والمشاعر، بابداء مشاعرهم ، باعتبارها خصوصية نابعة من عمق احساسهم ولها دوافعها لا يمكن لاي كان قمعها وزجرها وتعنيفها بالنظر او التصريحات او القرار ولتشريع، او التعنيف اللفظي ؛ وهو الاسوأ الذي يكسر الخواطر ويقتل الروح ويعمق في داخل هؤلاء الياس والاحباط وفقدان الامل ..؟؟!
وهنا الخوف والرعب للبشرية من وضع حجر الاساس فعلا، باننا امام مرحلة الذروة من الاستبداد او ما يمكن تسميته "بالعبودية المطلقة " التي تعني قمع المشاعر وزجرها على يد من يتربعون على السلطة التنفيذية، واعتبار هؤلاء المحبطين وتعنيفهم بالألفاظ لهؤلاء الذين فقدوا الامل وتعنيفهم باطلاق الاوصاف والنعوت بحقهم بانهم عبثيون ويهددون المجتمع ،،،؟!
drmjumian7@gmail.com