يوم التضامن دعوة للالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني
29-11-2018 06:24 PM
عمون - اعتبر خبراء ومختصون في الشأن الفلسطيني، أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هو فرصة لمناقشة ما جرى في القضية الفلسطينية، ودعوة للالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني.
وبينوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بمناسبة هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة ويصادف اليوم الخميس، أهمية الدور الأردني في دعم القضية والمدافعة عنها في كافة المحافل الدولية والإقليمية، ودعمه لأكثر من مليوني لاجئ فلسطيني يعيشون في الأردن.
وقال القائم بأعمال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية سامر الخصاونة، "إننا في الأردن نعبر بمناسبة هذا اليوم عن تضامننا مع الاشقاء الفلسطينيين ونؤكد ان فلسطين وقضيتها شعباً وارضاً ومقدسات هي قضية اردنية ايضا بأبعادها القومية والتاريخية والحضارية والانسانية، وهي قضية قومية وعهدة عمرية يحملها ملوك بنو هاشم ومن حولهم ابناء شعبهم الأردني العربي الوفي يدافعون عنها بالغالي والنفيس، وهي ليست ملفاً سياسياً فحسب في مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بل هي إيمان كامل بحقوق الشعب الفلسطيني وعمل دؤوب لا يعرف الكلل والملل لإحقاق الحق ورد المظالم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عبر العقود، والاعتراف بحق هذا الشعب العربي الذي عانى من ويلات الاحتلال، فالقضية الفلسطينية في الوجدان والفعل الاردني الهاشمي حالة نعيشها بشكل يومي وبكل تفاصيلها في ظل استمرار معاناة الاهل والاشقاء الفلسطينيين".
وبين أنه ومن هذه الرؤية الأردنية الهاشمية العربية الأصيلة كان وما زال جلالة الملك عبدالله الثاني هو الرائد والمبادر دوماً في الذود والدفاع عن فلسطين وقضيتها في كافة المحافل الدولية والإقليمية، سعياً وعملاً لاستعادة الأشقاء الفلسطينيين حقوقهم الوطنية المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما يواصل الأردن وبقيادة جلالته وانطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بالتصدي للانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لطمس هويتها العربية الإسلامية سعياً لتهويدها وفرض سيادتها عليها، حيث أعمل الأردن بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين والعرب على استصدار قرارات من اليونسكو تؤكد بأن الحرم القدسي الشريف هو مُلك للمسلمين وحدهم وأن لاحق لليهود فيه، إضافة إلى الدعم الذي يقدمه الأردن إلى الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى كافة المستويات.
وأضاف تحظى قضية اللاجئين الفلسطينيين بأهمية عليا في السياسة الأردنية بقيادة جلالة الملك، ويؤكد باستمرار على أن أي جهد سياسي ودبلوماسي يُبذل من أجل إيجاد تسوية سلمية لهذا الصراع يجب أن يركز على التوصل إلى حل عادل وشامل لقضية اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وبشكل خاص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194)، والتمسك بحقوقهم الإنسانية والقانونية التي أقرتها المواثيق الدولية ذات الصلة والمتمثلة بالعودة إلى وطنهم وديارهم وتعويضهم عن الأضرار والمعاناة التي لحقت بهم.
وقال انه ومن هذا المنطلق يؤكد الأردن على دعمه المتواصل لوكالة الغوث الدولية (الاونروا) للقيام بمهامها وواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عمليات الوكالة ومنها الأردن، ونشير هنا إلى أن ما يقدمه الأردن للاجئين الفلسطينيين هو أكبر بكثير مما تقدمه الوكالة حيث يعيش في الأردن 2.2 مليون لاجئ يشكلون 42 بالمئة من اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في مناطق عملياتها الخمس، يقيم 450 ألفاً منهم في المخيمات الـ13 المنتشرة في المملكة، حيث حظيت هذه المخيمات بالعديد من المبادرات والمكارم الملكية التي شملت كافة المخيمات منها مكرمة جلالة الملك لأبنائه الطلبة في الجامعات الرسمية بتخصيص 350 مقعداً ومكارم جلالته للفقراء في المخيمات من خلال توزيع طرود الخير وكذلك المبادرات الملكية تجاه قطاع الشباب بإنشاء ملاعب إضافة إلى إنشاء المراكز التنموية شاملة ودعم النشاطات النسائية ومراكز المعاقين مما كان له الأثر الكبير والمباشر في رفع مستوى معيشة أبناء المخيمات.
وأوضح ان المخيمات تحظى أيضاً بالاهتمام والرعاية من قبل دائرة الشؤون الفلسطينية ومؤسسات الدولة المختلفة من خلال دعم وتنفيذ مشاريع البنية التحتية خاصة مشاريع الصرف الصحي وتعبيد الطرق وشبكات المياه، إضافة الى الدعم النقدي الذي تقدمه للجان الخدمات والأندية الرياضية للمساهمة في توفير أفضل الخدمات لأبناء المخيمات.
وقال انه في هذا اليوم نحيي صمود أهلنا وأشقائنا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وصمود واستبسال المقدسيين في الدفاع عن القدس ومقدساتها، ونؤكد دعم الأردن بقيادة جلالة الملك لأشقائنا الفلسطينيين في نضالهم العادل والمشروع لنيل حقوقهم الوطنية واقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس ورد كافة المظالم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عبر السنوات الماضية.
وقال الرئيس السابق لجمعية يوم القدس الدكتور صبحي غوشة انه في هذا اليوم يجب على كل مواطن حر في العالم، ان يقف الى جانب الشعب الفلسطيني في صموده ومقومته للممارسات الصهيونية التي يعاني منها ابناء الشعب الفلسطيني في ظل القوانين والممارسات التعسفية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني .
وأضاف ان العالم بدأ يتعاطف مع القضية والشعب الفلسطيني بعدما شاهده من ممارسات ارهابية من قبل الكيان الصهيوني والكبت والفصل العنصري والعزل وتغول الكيان الصهيوني على الفلسطينيين واعتقالاتهم وقتلهم بدم بارد، ما يدفع العالم نحو الصحوة ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله ودعم القرارات الدولية الخاصة بالشعب الفلسطيني، وانصافه من هذا الكيان.
وأشار الى ان دائرة الدعم الدولي تتوسع، من خلال مقاطعة العدو الصهيوني اقتصادياً وثقافياً بين عدد من الجامعات الاوروبية والأميركية، وهذا دليل على الصحوة والتضامن، مبينا اهمية وقوف الصفوف العربية وانظمتها لدعم الشعب الفلسطيني.
وقال استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني، إن اليوم العالمي هو جانب حقيقي يظهر فيه الجهد التراكمي الدولي، وكذلك التأييد التراكمي العربي للشعب الفلسطيني ونضالاته والذي يرزح تحت الاحتلال.
وأضاف هنالك نقطة ارتكاز رئيسية، ارتكز عليها الدعم الدولي الإنساني للقضية الفلسطينية، ونضالات الشعب الفلسطيني وهي من خلال تضحيات الأردنيين ودعمهم، وهي نقطة ارتكاز من أجل بقاء القضية الفلسطينية حيّة ومطالبة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة.
وأوضح ان ما يثير الجدل في الوضع الراهن بعض القرارات الجديدة على القضية الفلسطينية كنقل السفارة الاميركية الى القدس، وجعل مدينة القدس عاصمة ابدية لإسرائيل وتوقيف الدعم عن الاونروا، والتي تعتبر جزءا من القضية الفلسطينية.
وقال ان هذا اليوم عبارة عن فرصة لمناقشة ما جرى وإعادة انتاج مشروع وطني فلسطيني، وانهاء الانقسام الفلسطيني، قادر على التعاطي مع هذه الأحداث، وانه لابد في الاردن من العمل على اعادة التفكير بمنطق جديد خارج الصندوق، ليتعاطى مع هذه القضية التي تأثرت بالتداعيات الجديدة لها، حتى تبقى القضية الفلسطينية حيّة، وتبقى هناك مقاومة للسياسات الإسرائيلية التي تهدف السيطرة على الارض، ومقاومة الافكار الامريكية المثيرة للجدل.
فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة له بمناسبة هذا اليوم إلى الى العمل على الالتزام بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وبناء مستقبل يعمه السلام والعدل والأمن والكرامة للجميع". يشار الى ان اختيار اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني من كل عام، يأتي في ذكرى العام 1947، إذ اتخذت الجمعية العامة القرار 181 (د-2)، والذي يعرف باسم قرار التقسيم.
بشرى نيروخ- (بترا)