عن اللقاء الحكومي بالمثقفين
محمد يونس العبادي
29-11-2018 01:29 AM
كان آخر لقاء جمع المثقفين برئيس وزراء في عهد حكومة عبدالرؤوف الروابدة، والتي مضى على رحيلها سنواتٌ طوال، ليسجل رئيس الوزراء الحالي نقطة في سجل حكومته ويلتقي بهذه الشريحة يوم أمس.
اللقاء، بالرغم من أنه أفرد لهموم تجاوزت الشأن الثقافي إلا أنه مهم من ناحية إعادة الإعتبار لوجود هذه الشريحة التي ما زالت لليوم تعاني من الشح بالإهتمام والمخصصات.
الحوار تطرق إلى حيثية مهمة في أن الرئيس طرح مشروعاً متكاملاً لحكومته، وأولوياتها، وحاول تشخيص حالة الإحباط التي يعاني منها الأردنيون على مختلف مشاربهم.
وحاول تصنيف الأردنيين إلى فئاتٍ أكثرهم خطورة هي الفئة المحبطة، شارحاً أدوار الدولة المتراجعة بتقديم الدعم ليس للقطاع الثقافي وحسب، بل لقطاعات عدة.
اضافةً، إلى أنه طرح مسألة تراجع دور الدولة الأبوية وما إلى ذلك من فرضيات عن شكلها وأدوارها، ولكن في النهاية الدولة هي دولة بغض النظر عن أدوارها، والأردن دولةٌ راسخة على أعتاب مئويةٍ أولى.
لذا فأي حديثٍ باتجاه شكل الدولة والعلاقة هو بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الأناة والتريث، فالأردنيون جزء من الدولة ومساحات كبيرةٌ منهم تدرك حجمها ودورها في منظومتها وبنيتها.
فالأردنيون مصابون بحالة احباط من مؤسساتٍ بعينها كالحكومة والنواب ولكنهم معتزين ولكنهم وفيري الثقة بدولتهم بحجمها الكلي، ويظهر معدنهم – وظهر – في كثيرٍ من المنعطفات التاريخية التي مرت بها على مدار نحو قرنٍ مضى.
وبالعودة إلى المثقفين، وهمومهم المتشعبة، فإن اللقاء يسجل أنه وضع لبنة على طريق ايجاد صيغة جديدة في علاقة المثقف بوزارته ودولته، إذ نتفق مع الوزير على الحاجة إلى تجاوز المفاهيم التقليدية في آلية دعم المثقف الفردي، وضرورة الخروج إلى فضاءات المشروعات الكبرى التي من ِشأنها أن تعود بالنفع على الوطن ومنتجه الفكري، وتستحضر وتبني في مخيال العامة القيم التي من الواجب انتاجها.
كما أننا نرى أن الحوار بحد ذاته ضرورة، نعم ، في ظل سنوات من الركود وقدم الآليات المتبعة، كما أن صوت المثقفين وهمومهم وما يكتنزوه من رؤىً حيال أدوارهم كان على طاولة البحث.
وننظر اليوم بتفاؤلٍ إلى علاقة المثقف بوزارته بالرغم من مفردات الخطاب التي نريد لها أن تكون قادرة على الترجمة ..