لو طلبوا منا أي نصيحة، وبالطبع لن يطلبوا، فإن أهم ما يمكن قوله للذين «يعنيهم الأمر»!! هو ضرورة تجنب الصيغ الإنشائية التي هناك مبالغة في إنتقائها لـ «قصف» عباد الله الصالحين وهناك حكمة قديمة تقول: «إن كلمة واحدة بالإمكان تحويلها إلى عمل وإلى ممارسة فعلية خير من دزينة من التنظير»الذي إنْ قبله الناس لمرة أو أكثر فإنهم لا يمكن أن يقبلونه يومياًّ وعلى مدار السنة أو على مدار السنوات إن هُمْ بقوا في مراكزهم التي تناوب عليها كثيرون والمثل الذي يجب أن يكون حاضراً في أذهانهم دائماً هو: «لو أنها دامت لغيرك فلما وصلت إليك»!!.
لا يجوز أن يطل أي مسؤول على عباد الله الصالحين، في كل صباح «برشقة» من كلام «مقعَّر» الذي من غير الممكن فهمه وترجمته إلى أفعال والمؤكد أن الذين ينصحون من هُمْ في مواقع المسؤولية بأن تكون لهم في كل صباح إطلالة «بلاغية» لا يريدون لهم الخير ثم وهناك بيت شعر جاء فيه: «وكلُّك عورات وللناس أعين».. وأنا أقول وعقولٌ وتجارب أيضاً!!.
إن بلدنا، الأردن، الذي لا نشك في أن كل من هو في موقع مسؤولية يريد له الخير، يواجه ظروفاً صعبة بالفعل والكل يعرف حقيقة أوضاعه، الإقتصادية والمالية التي من غير الممكن معالجتها بالجمل الطنانة بل بالعمل الدؤوب الجدي وبالمثابرة الصامته وبمُراكمة الإنجازات المتواضعة المتلاحقة لتشكل قفزة نوعية بات الأردنيون بأشد الحاجة إليها بعدما أُتْخموا بهذا الكلام «المقعّر» .
وهكذا فإنه على المسؤولين أن يأخذوا بعين الإعتبار أن عمر بن الخطاب الذي هو أحد عظماء هذه الأمة كان يجلس على مفارق الطرق وكان يتجول في الأسواق ليطَّلع على حاجات الناس وليتعرف على ما يقولونه بالنسبة للذين يحكمونهم وحقيقة أنه غير مطلوب مِنْ مَنْ هم في مواقع المسؤولية وأصحاب القرارات الصعبة الحاسمة أن يكونوا مثل هذا الخليفة العادل.. والفاعل أيضاً بل أنْ يدركوا أن اللغة التي يخاطبون بها «ناسهم» غير مفهومة وأن هؤلاء «زهقوا» كل هذا «التقعير» الكلامي اليومي .
إن «صديقك هو من صَدَقك وليس من صدَّقك» ولذلك ولأن المفترض أنه يسعد كل أردني أن يلمس ولو خطوة عملية واحدة في مطلع شمس كل صباح بدل كل هذا القصف الكلامي الذي غالبية الأردنيين الطيبيين لا يفهمونه ولا يعرفون المقصود منه .. والمطلوب أولاًّ وبالدرجة الأولى هو أن يتحدث هؤلاء مع الشعب الأردني أولاً بصراحة وثانياً بلغة مفهومة بالإمكان «ترجمتها» وثالثا: بدون تكرار لما قيل ليس مرة واحدة وإنما ألف مرة.. وعليه فإن هذه نصيحة بلا جمل.. !! ونسأل العلي القدير اللطف بعباده.
الراي