عمون - سعت قوات النظام السوري بمساندة حليفتها روسيا إلى تعزيز قوتها في سوريا منذ اليوم الأول للحرب التي اندلعت عام 2011، مستهدفة كل ما في طريقها دون مراعاة حقوق الإنسان أو حتى مراكز الرعاية الطبية بما فيها سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى والقتلى في الحرب.
وكشف تقرير جديد نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم الأربعاء، عن تنفيذ قوات النظام السوري والقوات الروسية المتواجدة في سوريا لعشرات الهجمات ضد سيارات الإسعاف والمراكز الطبية، وأكد الباحثون أن نصف تلك الهجمات كان بشكل فردي وعمداً.
وقال الباحثون، إن النظام السوري نفذ 60% من تلك الهجمات التي استهدفت تقريباً 243 سيارة إسعاف، في حين أن القوات الروسية التي انضمت إلى الصراع بشكل مباشر في 2015 نفذت 29% منها.

وأشار الباحثون في مجلة "بي أم جي غلوبال هيلث"، أن "استهداف مرافق الرعاية الصحية في سوريا جرى منذ الأيام الأولى للحرب، بهدف زعزعة الاستقرار وترويع المدنيين والمعارضيين، وإحباط الروح المعنوية لدي المعارضة المسلحة".
وأكد الباحثون، في دراستهم أن "سوريا هي أخطر وأصعب بيئة عمل صحية في العالم، حيث أن جميع الكوادر الطبية والمراكز الصحية معرضة لخطر الغارات والهجمات".

وقالت الدراسة، إن معظم الهجمات التي استهدفت المراكز الصحية أو سيارات الإسعاف تمت في مناطق سيطرة المعارضة، حلب وإدلب، وأنحاء من دمشق، في حين أن 2% فقط من تلك الهجمات وقعت في المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية.
ولتجنب تلك الهجمات، أجبر عدد كبير من الأطباء والممرضين على العمل في أماكن سرية، أو تحت الأرض، إضافة لإنشاء مراكز كاملة في أنفاق حتى لا تصيبها نيران المدفعية أو الطائرات الحربية السورية والروسية.

ومنذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، وثقت منظمة أطباء بلا حدود 542 هجوماً على مواقع صحية، وخلصت المنظمة إلى أن النظام نفذ 490 هجوماً وحده، في حين أن المعارضة نفذت 23 هجوماً. وحملت التحالف الدولي المسؤولية عن 3 هجمات.
من جهته، قال رئيس منظمة "ميد غلوبال" التي ترسل بعثات طبية إلى سوريا، الدكتور زاهر سحلول: "عملت في مستشفى في حلب بني تحت الأرض وتعرض لـ17 هجوماً". وأكد أن روسيا مسؤولة عن تلك الهجمات كونها تملك أسلحة قوية، في حين أن النظام السوري لا يملك تلك الأسحلة.

وأكد الدكتور سحلول الذي زار سوريا 12 مرة، للعمل في مراكزها الطبية، وإغاثة المصابين في الحرب، أن الهجمات على المراكز الطبية تهدف لطرد الناس من أحيائهم. فعندما يرى الناس أن القصف يستهدف كل شيء دون استثناء يبقون أمام خيارين، الرحيل أو الموت.
وفي الأشهر الثمانية الأولى من 2018، قالت منظمة الصحة العالمية، إن الهجمات على المرافق الطبية في سوريا أدت لمقتل 97 شخصاً، وإصابة 165 من موظفي الرعاية الصحية.