لماذا يرفض ترامب اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
28-11-2018 07:03 PM
عمون - أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، تحذيرات قوية للمملكة المتحدة بشأن تأثير اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي على التجارة بين لندن وواشنطن.
ورفضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تلك التصريحات قائلة، إن الخروج من الاتحاد الأوروبي لن يعيق عملية التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، مؤكدة مواصلة العمل للتوصل لاتفاق تجاري جيد مع واشنطن في المستقبل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "اندبندنت" اليوم.
ووفقاً لتصريحات ترامب، فإن "الاتفاقية ستحد من قدرة بريطانيا على التجارة مع الولايات المتحدة بعد خروجها المقرر في مارس (آذار) 2019. ما يهدد بشكل رئيسي عقد اتفاق تجارة حر بين البلدين".
وتأتي التصريحات الأمريكية بعيد قرار الاتحاد الأوروبي وبريطانيا طي صفحة تاريخية من علاقاتهما الأحد الماضي، بإبرام اتفاق انفصال يُفترض أن ينهي علاقات مضطربة استمرت أكثر من 40 عاماً بين الجانبين.
وتربط الولايات المتحدة وبريطانيا علاقات تجارية كبيرة، إذ تعد الأخيرة خامس أكبر مورد بضائع للأسواق الأمريكية وتبلغ قيمتها السنوية قرابة الـ100 مليار جنيه إسترليني، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتقول الصحيفة، إن اتفاقية الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي لن تؤثر بشكل كبير على الخط التجاري القائم بين لندن وواشنطن، لكنها ستؤثر حتماً على الاستثمارات الأمريكية المباشرة في لندن.
وخلال حملة ترامب الانتخابية، أكد أن "بريكست" سيؤثر بشكل كبير على عقد اتفاق تجاري بين واشنطن ولندن بشكل رئيسي. وطالب بريطانيا مراراً بتخفيض التعرفات على السلع الأمريكية مقابل التفاوض على تحسين شروط التصدير إلى الولايات المتحدة.
من جهته، يؤكد المسؤول البريطاني السابق، ليام فوكس، أن إزالة العوائق التجارية بين بريطانيا وأمريكا سيؤدي لرفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 140 مليار جنيه إسترليني سنوياً. بدلاً من 100 مليار جنيه إسترليني في الوقت الحالي.
وتؤكد "الغارديان"، أن "اتفاقية خروج بريطانيا تضع بالفعل عقبات كبيرة أمام عقد اتفاقيات تجارة حرة بين بريطانيا ودول أخرى أبرزها أمريكا"، كونها تجبر المملكة المتحدة على الالتزام بسياسات الاتحاد الأوروبي التجارية المشتركة خلال الفترة الانتقالية. وتوضح الصحيفة، أن ذلك سيحول دون وصول بريطانيا لاتفاقيات جدية مع دول أخرى.
وتؤكد الصحيفة، أن خروج بريطانيا يتعارض مع مصالح ترامب الاقتصادية، حيث نادى مراراً لتوقيع اتفاق تجاري حر مع الاتحاد الأوروبي، وكان من الممكن أن تشمل تلك الاتفاقية إن تمت المملكة المتحدة في حال بقائها في الاتحاد.