إذا كانت الاونروا هي الهيئة الدولية التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين من حيث الرعاية الشاملة إضافة إلى الإحصاء والتوثيق وبالتالي أضحت عنوان الإبقاء على حقوقهم التاريخية فان النازحين لا هيئة دولية تعنى بشؤونهم لذلك فان الحكومة الأردنية هي التي أخذت على عاتقها توثيق أعدادهم وأماكن سكناهم ورعايتهم باعتبارهم جزءا من مواطني المملكة.

النزوح بصرف النظر عن أسبابه أكان نتيجة لكوارث طبيعية أو نتيجة لحروب فان القانون الدولي يحتم تثبيت حقوق النازحين بصرف النظر عن أسباب النزوح لكنه يحمل أيضا القوة الغاشمة التي ارتكبت جريمة ترويع الآمنين مسؤولية خروجهم من أماكن سكناهم.

لذلك فان إزالة آثار العدوان - أي عدوان - تعني من الوجهة القانونية عودة النازح إلى بيته حتى ولو كان داخل الدولة الواحدة وهو أمر أثير مؤخرا في العراق وقبلها في كوسوفو وروندا وهو أمر لا يلغي أو ينشئ حقوقا ثابتة .

إلى ذلك فلا بد من التنبه إلى أن تبلور شخصية (م ت ف) كوطن معنوي للفلسطينيين بعد قرار قمة الرباط عام 1974 واعتراف الأمم المتحدة بالمنظمة كممثل شرعي للفلسطينيين حتم على الأردن اتخاذ قرار فك الارتباط للتسهيل على القيادة الفلسطينية أمر التفاوض دون هيمنة من احد أو تدخل، كما جاءت رسالة رابين الشهيرة المرسلة إلى الشهيد ياسر عرفات لتتوج عقودا من النضال باعتراف العدو التاريخي بحق المنظمة في التفاوض باسم الفلسطينيين وكلنا يذكر تلك الرسالة التي قال فيها رابين : رداً على خطابكم المؤرخ في 9 سبتمبر 1993، فأنني أحب أن أؤكد لكم، في ضوء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية المتضمنة في خطابكم، فإن حكومة إسرائيل قررت الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وستبدأ مفاوضات مع منظمة التحرير في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط.'' ، كل ذلك يجعل التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا بد وان يحقق تطبيق قرارات مجلس الأمن ومنها قرار رقم 237 الصادر في الرابع عشر من حزيران علم 1967 وهذا حق أقرته كل الشرائع والمواثيق الدولية.

بالرغم من ذلك لم نسمع من القيادة الفلسطينية ما يفيد مطالبتها بتنفيذ قرار 237 سواء فيما يتصل بالتفاوض مع الإسرائيليين أو في إطار التنسيق السياسي مع الأردن بالرغم من كون القرار المشار إليه يؤسس لشرعية المنظمة في مسألة وحدانية التمثيل.

قرار 237 الصادر بعد انتهاء العمليات العسكرية في حزيران 67 يدعو حكومة إسرائيل نصا إلى ''تأمين سلامة وخير وأمن سكان المناطق التي جرت فيها عمليات عسكرية، وتسهيل عودة أولئك الذين فرّوا من هذه المناطق منذ نشوب القتال''، وهؤلاء هم شعب الدولة الفلسطينية العتيدة التي تبلورت إرادة دولية بتأسيسها وجعلها قابلة للحياة.(الرأي )

moc.iarla@z.imaS