نهضة الثقافة الأدبية في كردستانأمل محي الدين الكردي
27-11-2018 08:51 PM
شهدت كردستان نهضة ثقافية وأدبية زاهرة أثناء تواجد الإمارات الكردية فيها ,حيث كان كل أمير يهتم بإمارته, ويسعى لبناء الزوايا والمدارس الثقافية المختلفة التي جذبت اليها ليس أبناء كردستان فحسب بل العديد من أبناء الامارات المجاورة لكردستان بدءً بالتخصصات في بعض المواد العلمية .وخاصة في إمارة بادينان والسليمانية .غير إن هذه النهضة الثقافية والأدبية تقلصت بدل أن تزداد وتتطور ,على أثر خضوع هذه الإمارات لحكم الامبراطورتيين العثمانية والفارسية ,آثر معركة "تشالديران1514م"وبقي الكرد محرومين للقرون من الزمن من مجرد وجود مدرسة واحدة كما بينت الوثائق الانكليزية التي أظهرت المدارس الموجودة في ديار بكر قبل حوالي قرن من الزمن .حيث كان السلطان عبد الحميد ينظر اليهم كقادة حرب للجيشه ويرفدهم بالعسكر الذين يقاتلون على الجبهات ضد أعداءه ولهذا أوجد لهم مدرسة ليتمي فقد كانت مدرسة عسكرية لتخريج العسكر منها أسماها "عشيرت مكتب للري"غير إن الامر أختلف الى حد ما في نهاية القرن الثامن عشر عندما أصدر مدحت بدرخان جريدة "كردستان" في القاهرة عام 1898وبدأت هذه الجريدة تهتم بالشؤون التعليمية والثقافية للأكراد ومع بدايات ظهور حركة التحرر الوطني الكردية التي قادها أبناء الأسر الكردية الإقطاعية أثر إنتقالهم الى اسنتطبول واروبا وكذلك الأفندية الذين لعبوا دور لا يستهان به في تطور اللغة والأدب وسعى بعض المتنورين منهم الى جلب مطبعة من الخارج لتساهم في طباعة نشراتهم وكتبهم التي بدأت تتزايد ببطء وخاصة بعد الحرب العالمية الاؤلى مستكملة بمحاولات جادة لإيجاد أحرف أبجدية تتلائم مع اللغة الكردية بعد أن وجدوا الحروف الكردية تقصر بعض الاحيان في ذلك .وبدأ البعض منهم يسعى لذلك أمثال قدري جميل باشا وخليل خيالي والبدرخانيون الذين أصدروا بعد عقود مجلات "هوار"و"روناهي"و"روجانو"و"ستير" التي بدأت تنشر العديد من الأدب الشفاهي الكردي الغزير بجميع فروعه والكتب المعدودة عن الاكراد وكردستان باللغة اللاتينية بعد أن كانت باللغة الكردية وبسبب الرابط الاسلامي وترادف هذا الأمر مع حركة ناهضة لرجال الدين الذين سعوا بجانب نضالهم الوطني الى تأسيس حياة ثقافية أدبية تبلورت مع الملا بديع الزمان سعيد النورسي الذي طالب السلطان عبد الحميد الثاني بتأسيس جامعة الزهراء على غرار جامعة الأزهر الشريف لتعليم أبناء الشعب الكردي العلوم الدينية والمدنية وبدأت هذا الأمر ينتشر في المدن الكردية الكبرى على إنشاء جمعيات ومنظمات سياسية التي لم يعد يقتصر وجودها في اسطنبول والتي شكلت جزء هام من البرامج والاهداف بعد أن لعبت جريدة كردستان دوراً مهما وبارزاً وتبين للجميع عندما قال: جلادت بدر خان "وحدة الاكراد تتم بتوحيد اللغة الكردية ووحدة اللغة بتوحيد حروفها "وأوجدت نشرات عديدة حتى أصبح لكل جمعية أو منظمة منشور او جريدة خاصة بها وبدأت هذه النهضة بتجمع كتاب وصحفيين وزاد أهتمامهم بالوضع الثقافي والأدبي والعمل على نشره بمختلف جوانبه وأصبح في السنوات الأخيرة رؤية هذا الأدب المنشور بتصاعد كبير ونهضة عالية وهذا ما نراه اليوم جهود جبارة سهرت وناضلت حتى يصبح ما نحن عليه اليوم واحتفظ الشعب الكردي بمأساة تقسيم بلاده التي ما زال يعاني منها الى اليوم ولكنهم سيبقون الاقوى وأصحاب أرادة واضحة . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة