في صيف عام 1968 وتحديداً في يوم 4-8-1968 قام الطيران الحربي الصهيوني بقصف منطقة المكرفت الواقعة جنوب السلط على طريق وادي شعيب - الشونة الجنوبية , حيث كان يوجد هناك قواعد للفدائيين الفلسطينين ، وقامت الطائرات الصهيونية الكثيرة العدد بالإغارة على فترتين متتاليتين لا يفصل بينهما إلا وقت قصير , في الغارة الأولى لم يسقط العدد الكبير من الشهداء والجرحى , ولكن في الغارة الثانية كان الوضع مختلفاً , إذ خرج كثير من الأهالي وطواقم الإسعاف من السلط لموقع الغارة وتجمع معظمهم على الطريق الرئيسي , وعندها عادت طائرات العدو الصهيوني وقصفت الجموع المتجمعة , مما أدى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى , فدائيين ومدنيين وعسكريين واختلط الدم الأردني والفلسطيني على أرض أردن العروبة والإسلام , كما اختلط من قبل على أرض فلسطين المباركة .
وسقط من أهالي السلط الشهداء :-
1. ظافر سعيد الداوود .
2. محمد عبد الرزاق أبو شحوت .
3. أحمد عبد العلي العربيات .
4. محمد علي مصطفى الحياري .
5. هاشم فريد الصالح الكلوب .
6. جعغر طاهر الحديدي .
وفي اليوم التالي للغارات تم تشييع الشهداء في مواكب حاشدة ورهيبة , حيث شارك الآلاف من أبناء السلط والأردن في تشييعهم , وكان يوماً مشهوداً في تاريخ السلط الأبية .
وفي ربيع عام 1969 وتحديداً يوم الأحد الموافق 26- 3 , قامت طائرات العدو الصهيوني بالإغارة على منطقة عين حزير في واد السلط , وأدت هذه الغارة إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى من أهالي السلط المدنيين .
والشهداء هم ؛-
1. نبيل حسن يوسف الحديدي .
2. سليم أحمد الرشيد الكلوب .
3. عبد اللطيف فياض النابلسي .
4. حسن عبدالرحمن الساير الكلوب .
5. عبد الكريم محمد حسن أبو غنمي .
6. أحمد سليم أحمد الكلوب ( توفي بعد شهر من الغارة بالمستشفى متاثراً بجراحه ).
7- أحمد الهيشان الفاعوري .
وشيع أهالي السلط الشهداء في اليوم التالي للغارة في مواكب حافلة مليئة بالعواطف الجياشة والغاضبة .
ونتيجة لما جرى بالغارة من سقوط هذا العدد من الشهداء والجرحى رفض طلاب مدرسة السلط الثانوية الدخول الى الصفوف وقاموا بالإضراب عن الدراسة ( وكنت واحداً منهم ) لعدة أيام , وطالبوا الحكومة بتأمين كافة أنحاء مدينة السلط بوسائل الدفاع الجوي المضادة للطائرات لحماية المدينة من الغارات الصهيونية , ( كان بين الجرحى العديد من طلاب مدرسة السلط الثانوية مما أدى الى غضب عارم بين الأساتذة والطلاب ) , وشاركتهم بقية مدارس مدينة السلط بالاضراب .
استجابت الحكومة بعد عدة أيام لمطالب الطلاب والأهالي فزودت المدينة ببعض المدافع المضادة للطائرات والرشاشات الأوتوماتيكية ( رشاشات خمس ميّة رباعية) , وزعت على جبال السلط , ( بالمنشية مقابل المدرسة الثانوية , والبقيع , والسلالم ,وسوادا ) .
(أرجو من الاخوة القراء الكرام إن كان أحدهم يعرف شهيداً من شهداء هذه الغارات لم يرد إسمه في هذا المقال أن يزودني به ليتم إضافته لقائمة الشهداء الأبرار .)
وأناشد بلدية السلط رئيساً وأعضاء أن يهتموا بالشهداء من أبناء مدينتهم فيقيموا لهم نصب تذكارية في أماكن استشهادهم , لتكون ذكرى لتاريخ هذه المدينة المشرف , ولتتعرف الأجيال الشابة من أبنائها على شهداء مدينتهم الأبرار.
رحم الله شهداء السلط والوطن والامة , وعهداً لهم علينا أن لا ننساهم , ولا ننسى ذكراهم العطرة , فلقد سطروا بدمائهم الطاهرة الزكية تاريخاً خالداً لمدينتهم السلط الغالية , ولوطنهم الأردن الأبي .