تجزئة المشهد خداع بامتياز
د.محمد جميعان
27-11-2018 01:35 AM
تجزئة المشهد المأساوي، لقضايا ومواضيع هنا وهناك، قد يعطيك مجموعة صور ينعدم فيها الاثر والتأثير، وحنق المشاهد غضبا او فزعا ..
في تجزئة المشهد الى مشاهد فرعية ، ربما تحظى بردود فعل خادعة بعيدة تماما عن واقع حال المشهد الاساس، الى حد قد يحظى بالاعجاب والجمال والانسانية،،
في حين ان طلة واحد على هذا المشهد المأساوي كاملا ، تعطيك تصورا حقيقيا ، وتكفيك لتدرك ان تشابك وتداخل الفساد والاستبداد وتوابعه ، لوحة مأساوية، وحالة ماساوية تفوق الوصف والتحليل..
تماما ، كما لو نظرت الى لوحة فنية تراجيدية موحشة في المأساوية، سرعان ما يعتصر فؤادك منها ، وربما تذرف دمعتك عليها ، وقد تشكل حالة مفصلية لك ، تتخذ على ضوئها قرارات حاسمة..
ولكن هذه اللوحة عندما يتم تجزئتها وتفكيكها الى لوحات منفصلة ، ستجد الكثير ممن يشيدون بجمالها وانسانيتها، وقد تجد احدهم يتغزل بالدماء على انها بركة ماء معبرة بالاحمر القاني باعتباره خيال فنان معبر عن الحب والغيرة والشفافية، ولا علاقة له باللوحة كاملة، التي ظاهرها وعمق التامل فيها؛ عمق المأساة نفسها ، وانعدام الانسانية، لهؤلاء الوحوش البشرية، الذين جعلوا الفساد والاستبداد قبلة لسلوكهم واهدافهم، ومنهجا لهم ولسياساتهم ، ولو كره المشاهدين من البشر جميعا..
drmjumian7@gmail.com