إذ سألك أحد الأشخاص من أنت وما هويتك ؟ ستجيب أنا أردني ، وبعد ذلك سيسألك ومن هو الأردني ؟ وهنا قد تسأل وما هو الأردن ؟ عندئذ يتعين أن تعرّف الأردن ، اي أن تحدد هوّية الأردن ، فما هي الهوّية الأردنية ؟ قد

يستسهل السامع السؤال أو يستسخفه ! لكن الواقع غير ذلك ، فهو سؤال في غاية العمق والدقة والأهمية ، لكن هذا لأن تحديد وتعريف الهوّية الأردنية يقتضي تعريف الأردن من حيث الماهيّة والكينونة ، لأن ذلك يستتبع تحديد الأردني وبالنتيجة تحديد الشركاء في تحمل مسؤولية بناء الدولة والإنتقال بها من مرحلة الى أخرى أفضل منها .

إن الإجابة على السؤال أو التساؤل المذكور تقتضي إعداد الدراسات العلمية في مجالات شتى منها على سبيل المثال لا الحصر ، الدراسات الديمغرافية والإجتماعية والتاريخية والجغرافية والقانونية والسياسية والإقتصادية من أجل تحديد الهوّية الأردنية ، إذ أن تحديد الهوّية الأردنية سيترتب عليها تحديد مستقبل الأردن بكل أبعاده المذكورة ، وتحديد علاقاته الدولية وأسس تلك العلاقات ، لأن تصوّر الشيء ينبع من فهم ماهيته .

لذا فإن تصور الدولة الأردنية ينبثق من فهم ماهية الدولة الأردنية وفقاً للأبعاد الإجتماعية والجغرافية والتاريخية والإقتصادية والسياسية وعلى ضوء هذا الفهم والقصور الناجم عنه تتشكل علاقات الدولة الأردنية مع منظومة المجتمع الدولي بأبعاده المختلفة .

إن السبيل لتحقيق ما تقدم يتطلب جهداً من وزارة الثقافة أو تشكيل هيئة عليا لهذه الغاية بحيث تنحصر مهمتها في تحديد الهوية الوطنية الأردنية ووضع التصور اللازم لتحقيق ذلك إذ أن تحديد الهوية الوطنية وسيؤمن قاعدة صلبة لغايات بناء دولة معاصرة أو الإنتقال بالدولة الى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة والله ولي التوفيق .