مع الإبداع حتى جائزة نوبل
م. أشرف غسان مقطش
25-11-2018 01:25 PM
"ردت سما: لم يعد هناك أمل لاسترجاعها، فقالت سلمى: لا تفقدي الأمل، نحن معك دائما".
من هي سما؟ ومن هي سلمى؟ ومن هم "نحن"؟
قصدت سلمى ب"نحن" هي نفسها وصديقتها مريم. أما سما فهي جنية، بطلة قصة قصيرة عنوانها "الريشات الأربعة".
ما هذه القصة القصيرة؟ من ألفها؟ من هم أبطالها؟ وإذا كان هناك حبكة في القصة، فما هي؟ وما نهاية أحداثها؟
بعض الأسئلة أعلاه لا أريد الإجابة عليها كي أعطي عشاق القصص القصيرة فرصة الإطلاع على هذه القصة بأنفسهم ليتذوقوا حلاوتها كل وذوقه القصصي الخاص به.
لكن القصة هذه قرأتها ثلاث مرات، وفي كل مرة كنت أقرأها كانت الدهشة تتملكني حين أتذكر أن طفلة نشمية من نشميات هذا الوطن في الصف السادس الإبتدائي كانت قد عصرت خيالها الأدبي كلمات بسيطة بريئة في بودقة الكتابة، لتنتج لنا هذه القصة المكتنزة بالخيال الخصب حيث فازت بها في المركز الثالث على مستوى المملكة بجائزة الإبداع الطفولي للعام 2018 في حقل القصة القصيرة للفئة العمرية من 6 الى 12 سنة، والتي أقامتها مديرية ثقافة الطفل في المركز الثقافي الملكي، كان وزير الثقافة والشباب قد رعى في المركز الثقافي الملكي قبل عدة أيام حفل توزيع جوائز هذه المسابقة لمختلف الحقول والفئات العمرية.
نعم، طفلة ذات إثني عشر ربيعا تخط قصة قصيرة لتقول لنا بملء فم الإبداع: لا تفقدوا الأمل! ولتؤكد لنا بنظرة طفولية تاقبة البصر أن الصديق وقت الضيق، ولتحدد لنا بتفوفها الأدبي على نفسها من خلال قصتها إطارا جديدا ننظر به لنهاية الصراع بين الخير والشر، فقد اعتدنا من خلال روايات عديدة وقصص كثيرة على اختلاف طولها وأفلام سينمائية كثيرة أن الشر يقتل في نهاية القصة على يد الخير، لكن الطفلة المبدعة أرادت لنا رؤية جديدة لهذه النهاية، لتعلمنا من خلالها عظمة قيمتي الاعتذار والمسامحة.
على من يرغب بقراءة هذه القصة أن يطلب نسخة منها من الطفلة المبدعة ميس فارس جلال مزاهرة، ولعلني لا أغالي إذا ما أوصيت من يرغب بقراءتها أن يطلب من الطفلة الخلاقة توقيعها الشخصي على النسخة المهداة له، مثلها مثل أي كاتب مبدع نتوسل اليه أن يوشح لنا كتابا الفه بتوقيعه الشخصي، لأن هذه الطفلة ستكون ذات يوم روائية عالمية إذا ما وجدت كل الاهتمام والرعاية والدعم من الجميع ممن حولها، ولربما تجدني أجانب الموضوعية في وجهة نظري في القصة عزيزي القارئ، لكن أرجوك إقرأها أولا، ثم قل لي إن كنت قد ابتعدت عن الموضوعية في رأيي بها.
شكرا جزيلا لوزارة الثقافة والشباب ممثلة بمديرية ثقافة الطفل في المركز الثقافي الملكي على مثل هذه المبادرات البناءة الهادفة إلى تحفيزالإبداع لدى الشباب ورعايته والإهتمام به، وأتمنى على الجهات الرسمية المعنية ممثلة بوزارتي التربية والتعليم والثقافة والشباب متابعة هؤلاء البراعم المبدعين أمثال ميس مزاهرة وتوجيههم، وأن توليهم جل عنايتها بدعمهم ماديا ومعنويا، وتوفير كل الظروف التي تناسب هؤلاء الأطفال لصقل مواهبهم وتنميتها بأسلوب إحترافي يضعهم فيما بعد على خارطة العالمية، ليتوج الأردن يوما ما فائزا بجائزة من جوائز نوبل، ولم لا؟
إذا كنت عزيزي القارئ فاقد الأمل بفوز أردني بأي جائزة من جوائز نوبل، فاسمح لي أن أقتبس بتصرف هذه المرة من قصة "الريشات الأربعة" للأديبة الطفلة ميس مزاهرة السطر التالي:
"لا تفقد الأمل، نحن معك دائما".
و"معك": الإبداع من الطفولة حتى الكهولة،
و"نحن": المسؤول والمواطن.