تعنيف المرأة رجولة أم تجبر؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
25-11-2018 12:20 PM
سؤال حير الكثيرون في وطني وفي العالم، عنف المرأة وما تتعرض له من ظلم واضطهاد وما تعيشه من قلق داخلي واضطهاد خارجي، هي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي الابنة، هي المصدر الملهم للأجيال، هي صانعة الأفكار هي السند لرجل في شدته، وللأبناء في وقت حاجتهم، هي الرقيقة، هي الجميلة، هي لمسة الحنان، وهي نسمة الروح التي تمر على أسرتها لتخفف عنهم الكثير، إنها المرأة، التي عاشت طوال حياتها وهي المخلصة للبيئة التي تتواجد فيها بالأسرة والعمل، إنها شقيقة الرجال، صانعة الأجيال.
ولكن رغم كل هذا لم تُرحم من التعنيف والتأنيب والضرب والاضطهاد استغلوا ضعفها وحاجتها للسند وعاملوها بأقسى أنواع التعذيب هؤلاء الذين ليس في قلوبهم رحمة، علّموا على جسدها الرقيق وجرحوا مشاعرها التي ينبثق منها العطف والحنان، ليثبتوا رجولتهم، التي كان من الأولى أن تُرى في مواقع أخرى، في وقت الشدة تحتاج المرأة دائما لرجل يكون السند، (الأب والأخ والابن والخال والعم والزوج)، فإذا فقدت السند وأصبحت مكسورة الجناح وتم لومها على كل ما تعمل كُسر ظهرها وانحنت رقبتها وسارت مطئطئت الرأس في عالمها.
تذكروا أن سورة أنزلت باسمها بالقرآن لعظم شأنها ( سورة النساء) تذكروا ( سورة مريم) التي روت قوة امرأة بين أقوام من أشد الأقوام في التاريخ، تذكروا قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: ( رفقاً بالقوارير) تذكروا أن خديجة التي وقفت بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم في محنته، تذكروا أنها وقت الشدائد تعمل عمل الرجال وتنسى نفسها، تذكروا أنها من ولدت العظماء في التاريخ وربتهم حتى أوصلتهم، وقتها ستعرفوا أن التعنيف الذي تتعرض له ليس رجولة ولا مروئة، بل هو سلوك ظلم وحشي يعبر عن شخصية غير سوية لا تعرف التعامل مع الجنس البشري، فمن امتلك الحب والفكر والايمان والثقافة الواسعة أكرمها، تذكروا أن قمة رجولتكم بتدليلها، وقمت الرجولة بالاحسان اليها وقمت الرجولة بالافتخار بها وقمت الرجولة بإعطائها حقوقها، تلك هي الرجولة التي تحدثت عنها الديانات والثقافات، دعوها تشعر بقيمة رجولتكم ولا تتركوها تلعن تلك اليد الغاضبة التي تمد عليها ظلما وجورا.
واعملوا أن (ما أكرمهن الا كريم، وما أهانهن الا لئيم).