بدقة متناهية قسم رئيس مجلس النواب الكعكة التي رسمها النائب احمد الصفدي في صلحة الثلاثاء من حيث الصحافة ولم يقترب حد السكين على النواب ، ولاننا في اجواء صلحة فنحن لن نحمل الامر على غير محمل حسن النوايا وانه زلة يد من لدن رئيس المجلس ، بالمناسبة الكعكة كانت تحمل اسميين "مجلس النواب" و"نقابة الصحفيين".

لن ادخل في تفاصيل الصلحة ولا من غاب او من حضر ، وهل القلوب تم غسلها بمبيّض ام ان كل طرف غادر على موقفه لأن الصلحة لم تشهد معاتبة او عتابا بوصف الاخير مبيّض للقلوب ، ولكن ساتحدث عن ثقافة جديدة انتجها الصلح بين النواب والصحفيين ويستحق هذا المنتج ان يسجل كبراءة اختراع لهما واعتماده كمواصفة اردنية حداثية جديدة.

تعودنا ان تكون الصلحة في مضارب ما ، ولكنها كانت في مطعم لا يحمل اسما اردنيا ويمكن تفسير ذلك من باب النزعة القومية التي ينحاز لها الاردنيون ، وليست في مضارب الصحفيين او النواب ، كما ان القهوة السادة لم تحضر ولم يتم تاخير شربها ، اعتذر ، لم تكن قهوة كانت كيكة ، وسيف ولذلك لم يقل المعزب "حشمتكو بينكو" فالسيف يمكن ان يمسكه اثنان ، ثمة عتب ، لم يقل المعزب افلحوا على كيكتو كما ان احدا لم يشترط "كيكتو ما بتنقطع الا لما تلبوا طلبنا".

تخيلوا معي جاهة عرمرمية تنتقل من مضارب كذا الى مضارب كذا لاجراء صلحة على الطريقة الحديثة ، لن يكون هناك فراش عطوة او صلحة بل شرشف عطوة بحكم ان الكيكة لا تحتاج الى فراش مجرد ورقة بلاستيكية او فاين ، ولن يكون هناك حساسية من اي وجيه لأن الكيكة تحتمل اكثر من رأس للجاهة ، ولن نحتاج الى اكثر من صبيب قهوة وهذا يحقق وفرا في المصاريف ، يكفي مجموعة من كاسات المياه المعدنية.

تطور في الخلافات سيحدث وهو من طراز خاص ، سيكون الخلاف في الجاهة على نوعية الكيكة "فانيلا او شكولاته" وقد يحتدم الخلاف وتتطور الاحتجاجات على نوعية الفاكهة المستخدمة "طرف يريدها بالفراولة وطرف يريدها بالاناناس" ، ولن يعترض احد على درجة تحميص القهوة او سوادها وشقارها وسيسقط الهيل لصالح الفراولة.

الصحافة ايضا عليها ان تعيد صياغة الكلاشيه المصاحب لاعلانات الشكر في الصحف حيث سيقول الاعلان "وبعد قطع الكيكة حل الوئام مكان الخصام" وليس بعد شرب القهوة العربية ، ثقافة جديدة سيتم ادخالها في القواميس الاجتماعية ولعلها تكون فاتحة خيرعلى الوطن والمواطن وستسفر حتما عن تغير نوعي في شكل المواجهات وشكل المصالحات وربما تصبح الكيكة ثقافة حكومية ايضا فكلنا يقول عن الحصة من الكعكة الحكومية وعلى الرئيس ان يعتمد الكيكة رسميا.

الكيكة قطعت وحل الوئام محل الخصام وعادت الصحف الى التغطية والنواب الى رفع الحظر. وكيكتو مقطوعة بإذن الله.

omarkallab@yahoo.com