لا يجوز ان نستمر بالسير هكذا دون تحديد البوصلة وان تبقى امورنا اعلان اولويات دون اليات للتطبيق .
هناك فرق بين الاجراءات وبين العناوين؛ لان الاولى تأتي ضمن العمل الروتيني لاي حكومة ولا جديد فيها وتتعلق بتسيير الامور العامة للدولة لا تحتاج للحوار او النقاش؛ لانها من الاساسيات، اما فيما يتعلق بالاولويات فيجب ان تكون ضمن عناوين واضحة يمكن طرحها للحوار لترتيبها حسب الاولوية يتم التوافق عليها ضمن عنوان او شعار لعام او اكثر تضمن او تعرف في الموازنة العامة للدولة .
اما المضي بالسير على طريقة الفزعة سيبقينا نسير في الدوامة نفسها ونتعرض لنكسات تضاف الى سابقاتها واستمرار انعدام الثقة بين الحكومة والشارع
وكان الاولى بالحكومة ان تخضع اولوياتها للنقاش قبل الاعلان عنها على الرغم من ان كل ما جاء في قائمتها المعلنة لا يشكل اولويات وانها اجراءات عادية من ابسط مهام الحكومة، ومع هذا لا يوجد اي ضمانات لتحقيقها حسبما اشار رئيس الوزراء خلال لقائه عددا من ناشري المواقع الاخبارية الاربعاء الماضي معتمدا على الفزعة والامل.
ان اسلوب العمل بالفزعة لم يعد مجديا الآن في ظل ظروف اقتصادية صعبة وشح المنح والامكانات وضرائب واسعار اهلكت الناس .
ان الحكومة بمستشاريها ووزرائها وموظفيها وكوادرها معنية بوضع الخطط وتوفير كل الامكانات بعد تفكير جاد وحقيقي للمستقبل دون اية خسائر؛ لاننا لم نعد نملك ترف المغامرة والقفز بالهواء وان اي قرش يجب ان يصرف بمكانه الصحيح؛ لانه اذا ذهب لن يعود الا من جيب المواطن.
الدول لاتدار بالتمني والفزعة وانما بالتخطيط المبني على آليات سليمة نحو تحقيق هدف معروف ومتفق عليه، وذلك باتباع نهج جديد واعلان عناوين واضحة بعد ان اوصلتنا الوعود والسياسات التقليدية الى هذه الاوضاع والظروف الصعبة ومديونية عالية وكبيرة .
وبما ان الداء معروف للجميع وليس جديدا علينا فعلينا توفير الوصفة الوطنية الصحية والدواء النافع لمعالجة كل الاختلالات واتخاذ قرارات جادة والخروج من فلك من سبقونا بوعود اوصلتنا الى ما نحن عليه الآن.
الدستور