لو وقع الحادث الإرهابي الذي طال الصيدلانية المصرية مروة لمرأة أوروبية في بلد عربي أو مسلم ، لرأيت آلاف الكلاب تنبح ضد العنصرية الإسلامية ، والتعصب العربي ، لكن لأن الأمر يتعلق بمواطنة عربية مسلمة ، لم يكد الإعلام الغربي ، وكثير من الإعلام العربي يهتم ، إلا بالقدر الكسول ، الذي يدل على التثاؤب أكثر مما يدل على اليقظة،.
شهيدة الحجاب مروة الشربيني ، كانت برفقة زوجها المبتعث لألمانيا لإكمال دراسته ، اشتبكت قبل عام مع مواطن ألماني من أصل روسي في حديقة عامة على أرجوحة أطفال ، الالماني الحاقد استفز المرأة بوصفها بأنها إرهابية ، وحاول مرارا نزع الحجاب عن رأسها ، ما دفعها لرفع قضية عليه ، المحكمة الألمانية حكمت على الجاني بنحو ألف يورو غرامة ، استأنف الحكم ، وفي جلسة الاستئناف استل سكينا وهوى عليها طعنا فأرداها قتيلة ، أمام سمع وبصر الشرطة والقضاة والحضور ، الشرطة تمرجلت على الجاني (لملامحة العربية،) فأصابت زوج الضحية بعدة أعيرة نارية ، بطريق الخطأ كما قيل ، وغاب عن الوعي ثلاثة أيام ، حيث أصيب بإصابات خطيرة في الكبد والرئة أثناء محاولة إنقاذ زوجته والسيطرة على الجاني ، وحينما أفاق اكتشف أن زوجته الحامل في الشهر الثالث ، وأمام طفلها البالغ من السن ثلاث سنوات ، سقطت مدرجة بدمائها،.
هذا هو المشهد باختصار ، مشهد يطرح مئات من علامات الاستفهام عن مدى الحقد الدفين على المسلمين ورموزهم الدينية ، خاصة الحجاب ، الذي لم يسلم من الملاحقة والهمز واللمز والتجريم ، ليس في ألمانيا فحسب ، بل في أوروبا كلها،.
مروة شيعت في الاسكندرية في جنازة مهيبة ، وسط غضب شعبي ، ونقمة عارمة ، إلا أن الحدث برمته لم يأخذ حقه في الإعلام المنافق ، عربيا كان أو أجنبيا ، فدم المسلمين رخيص ، فهو يراق بصورة وحشية في الصين ، كما في أفغانستان ، والعراق وفلسطين ، ومظاهر العنصرية ضد المسلمين تزداد وتتعاظم بشكل يومي ، ثم يسألون: لماذا يكرهوننا؟.
الضمير الإسلامي الجمعي تحرك على نحو ما ، فأطلق على مروة لقب "شهيدة الحجاب" الأولى بأوروبا ، واقترح الأول من يوليو الذي يواكب ذكرى "استشهاد" مروة ، يوما عالميا للحجاب ، وهو اقتراح قوبل بتأييد واسع من قبل جهات وشخصيات إسلامية أوروبية وعربية ، الدعوة أطلقتها قارئة أسمت نفسها "أمينة" ، قالت في تعليق على أحد التقارير الخاصة بالحادث "فليكن يوم استشهادها (مروة) يوما عالميا للحجاب.. ولتخرج المسلمات فيه في كل عام ليعلن تمسكهن بحجابهن وبإسلامهن". وفي استجابة سريعة لهذه الدعوة رحب التجمع العالمي لنصرة الحجاب في بريطانيا بتغيير اليوم العالمي للحجاب الذي أطلق عام 2004 لمواجهة التشريعات الفرنسية التي حظرت ارتداء الحجاب بالمدارس ، وحدد له السبت الأول من شهر سبتمبر في كل عام ، لتصبح ذكرى "استشهاد" مروة هي اليوم العالمي للحجاب،.
رحم الله مروة ، وتحية عطرة لكل حرائر الإسلام اللواتي يتشبثن بالعفة والفضيلة ، في مواجهة العنصرية والتهتك والحقد الصليبي والصهيوني على هذه الأمة،