حفل زفاف نجل مبارك كان عاديا ..
07-05-2007 03:00 AM
القاهرة – زفاف "أسطوري" كان يتوقعه الكثيرون من الذين حضروا حفل زفاف جمال مبارك نجل الرئيس المصري على خديجة الجمال في أحد فنادق منتجع شرم الشيخ مساء الجمعة، وأعقبه توجه العروسين إلى باريس لقضاء شهر العسل، لكن الحاضرين الذين لم يتعدوا الـ500 شخص فوجئوا بأن الحفل كان عاديا، وهو ما أرجعه مراقبون إلى حرص الرئيس ونجله على عدم انخفاض شعبية جمال مبارك الذي يحاول التقرب من القاعدة الجماهيرية استعدادا لما تطلق عليه المعارضة "سيناريو توريث الحكم".
وفي أشهر ميادين وسط العاصمة المصرية القاهرة -ميدان طلعت حرب- قرر مدونون مصريون التراجع عن تنظيم حفل زفاف "مواز" لجمال مبارك تحت شعار "خديجة آه.. مصر لا" يهدف لتوجيه رسالة إليه تقول إنهم يهنئونه بالزواج لكنهم يطالبونه بالتخلي عن فكرة حكم مصر خلفا لوالده، وذلك نتيجة للانتشار الأمني المكثف في الميدان، وفضّل المدونون أن يتركوا الداخلية "تحيي الفرح براحتها"، على حد تعبير أحدهم.
أما حفل الزفاف الذي أجرى في شرم الشيخ فقد بلغ إجمالي عدد المشاركين فيه نحو 500 شخص من بينهم أعضاء الحكومة المصرية وزوجاتهم وعدد من كبار رجال الدولة الحاليين والسابقين وبعض قيادات الحزب الوطني الحاكم، بالإضافة إلى عدد محدود من أقارب العروسين، حسبما ذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ"إسلام أون لاين.نت".
ولفتت المصادر نفسها إلى عدم وجود أي تواجد يذكر للصحفيين ومصوري الصحف في حفل الزفاف، كما شددت على أن الرئيس ونجله حرصا على ألا ينطوي الاحتفال على مبالغة قد تؤدي إلى انخفاض شعبية جمال في الوقت الذي يحاول فيه التقرب من القاعدة الجماهيرية.
كما ضم الحفل الذي أقيم في فندق فور سيزونس بـ"شرم الشيخ" وأحياه المطرب عمرو دياب أيضا عددًا من الشخصيات العربية، أبرزها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ورئيس كتلة المستقبل اللبنانية سعد الحريري الذي تربطه بجمال علاقة صداقة متينة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات النسائية العربية حرصت قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك على دعوتها، بحسب المصادر.
وفي سياق متصل قالت صحيفة الشرق الأوسط: "إن الرأي استقر على إقامة حفل الزفاف (الذي يوافق أيضا يوم ميلاد الرئيس المصري حسني مبارك التاسع والسبعين) في جو عائلي يجمع أهل العروسين والأصدقاء المقربين، ترتدي فيه خديجة ثوب زفاف صنعه مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب".
الفستان تم تصميمه بعيدا عن المبالغة، ويحمل إلى جانب الفخامة، عراقة الشرق ورقته، كما يبدو منسجما برقته مع رقة من ستزف به، بحسب تعبير صديقات لـ"خديجة".
شهر العسل
وأضافت الصحيفة: "بعد حفل الزفاف يسافر العروسان لقضاء شهر العسل في العاصمة الفرنسية باريس". وكان جمال مبارك قد عقد قرانه على خديجة الجمال، كريمة رجل الأعمال محمود الجمال، يوم السبت الماضي.
وقام الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بعقد القران في نادي القوات الجوية بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، في حضور أسرتي العروسين وقرابة 500 مدعو، من بينهم وزراء حاليون وزوجاتهم ووزراء سابقون وشخصيات عامة وبعض الأصدقاء.. حيث أقيم حفل استقبال عقب عقد القران.
وحول "عش الزوجية" قالت تقارير إعلامية: "إنه من المقرر أن يستقر العروسان في شقة الزوجية بحي الزمالك بالعاصمة المصرية".
ولا يزال الجدل مستمرًا حول زواج نجل الرئيس؛ حيث يرى البعض أنه يأتي في سياق تهيئته لتولي مقاليد الحكم خلفًا لوالده، بل إن بعض صحف المعارضة ربطت بين الزفاف وبين جولاته بمحافظات مصر ولقاءاته مع كوادر وقيادات الحزب الحاكم
وشهدت تغطية وسائل الإعلام والصحف الحكومية مع نشاطات جمال تحولا نوعيا في الفترة الأخيرة، حتى أصبحت الصحف اليومية الحكومية لا تخلو كل يوم من صورة له مع تصريحاته على صفحاتها الأولى.
الفرح الموازي
وعلى الجانب الآخر فضّل مدونون مصريون عدم تنظيم "فرح" مواز كانوا قد دعوا إليه في ميدان طلعت حرب بقلب العاصمة بسبب التواجد الأمني المكثف لقوات الأمن المصرية التي حولت الميدان إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.
وتقول مراسلة "إسلام أون لاين.نت": إن سلطات الأمن المصرية نشرت أعدادًا كبيرة من أفراد الشرطة في ميدان التحرير، يرتدي كثير منهم ملابس مدنية، وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى الميدان.
وأشارت إلى وجود عشرات من سيارات الأمن المركزي وسيارتي مطافئ وعربة إسعاف بوسط البلد، موضحة أنه تم التضييق على المارة ومنع التصوير، فضلا عن إغلاق مقر حزب الغد، حتى لا يتسنى التقاط أي صور للفرح الموازي.
يذكر أن مدونات عديدة نشرت دعاوي الفرح الموازي، على رأسها مدونتا "أسد وعزبة أبو جمال"، ودعت المصريين إلى "الاستحمام" وارتداء ملابس "مزهزهة" لحضور الفرح الساعة 6 مساء أمس الجمعة في ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة.
وقالوا: إن الهدف هو نقل رسالة لجمال مبارك يهنئونه فيها بالزواج، ولكنهم يطالبونه بصرف النظر عن فكرة توريث الحكم في مصر تحت شعار "خديجة آه .. مصر لا".
غير أنهم اضطروا لإلغاء "الفرح الموازي" بعد أن "أصرت وزارة الداخلية على المشاركة بكل ثقلها".
وقالت مدونة "البلشي" –يكتبها صحفي مصري–: إن المدونين الذين أرادوا الاحتفال بزفاف جمال فوجئوا بـ"إشي عربيات أمن مركزي وفرق كاراتيه وفرق بلطجية ومدرعات وعربيات ترحيلات لزوم ترحيل المعازيم لسجن طره.. وعربيات مطافئ عشان يطفوا نار الفرحة المشعللة جوانا.. فقلنا ما دام جمال مبارك مش عايزنا نشارك في فرحه نسيب الداخلية تحيي الفرح بمزاجها".
كرسي في الكلوب!
وفي السياق ذاته قالت مدونة "أسد" -التي دعت للاحتفال بزفاف جمال مبارك تحت دعوة "هي (أي خديجة) آه.. مصر لا" كناية عن رفض التوريث بعد الزواج– إن وزارة "الداخلية قررت الاحتفال بطريقتها وضربت كرسيا في الكلوب وجابت شوية عساكر ولواءات وبلطجية وفرق كاراتيه وعربيات إشي أمن مركزي على ترحيلات على مطافي على إسعاف.. بس إحنا قلنا الكلمتين اللي كنا عايزين نقولهم وحاولنا نعمل الواجب مع جيمي في فرحه".
ويأتي احتفال المدونين على طريقتهم بزواج جمال مبارك في وقت يتعرضون فيه لحملات أمنية استهدفت ثلاثة منهم مؤخرا؛ أبرزهم الصحفي عبد المنعم محمود صاحب مدونة "أنا إخوان" ومراسل قناة "الحوار" اللندنية، وفي الوقت الذي رفع فيه أحد القضاة قضية يطالب فيها بإغلاق عشرات المدونات بدعوى أنها تسيء لمصر.
جدير بالذكر أن تقريرًا حديثا للمركز الدولي لحرية الصحافة أكد ارتفاع عدد مواقع الويب بلوجرز (web-loggers) العربية في الأعوام القليلة الماضية بطريقة مثيرة، وقال إنه بالرغم مما يبدو من تنوع هذه المواقع، فإن بينها قاسما مشتركا وهو أنها تتميز بحس نقدي عال، وتشكل بذلك تحديا جديدا للسلطات في العالم العربي.
وتنبأ التقرير بنمو "البلوجرز" خلال السنوات القادمة لتصبح جزءًا من خريطة الإعلام العربي، مشيرًا إلى أن ذلك سيحدث بسبب الافتقار إلى حرية الصحافة في قنوات الإعلام الرئيسية.
»