جوهرة الصحراء الجامعة الهاشمية كانت على موعد يوم أمس مع زيارة جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، لم تكن زيارة عادية وروتينية كزيارات المجاملات للمسؤولين ولكن لنتعلم درسا من جلالته الذي قضى ساعات وهو يستمع لحديث الطلاب وعن مبادراتهم وعن مشاريع الجامعة ، ربما نتعلم دروسا من هذا التقارب وهذا الإنصات الهاشمي للطلاب وحرصه للإستماع لكل كلمة قيلت ولربما إندفاعه نحو الحشود الطلابية التي توافدت بعفوية للسلام عليه .
يقول جلالة الملك " لقد رفعتم معنوياتي " ، نعم ورفعت معنوياتنا يا سيدي وأنت تمنح هؤلاء الشباب هذا الإهتمام الملكي والدعم لأفكارهم ومشاريعهم الناشئة ، وتوجيهك للمؤسسات والوزارات لدراسة هذه المبادرات لخدمة المناطق الفقيرة والأقل حظا ، فالجامعات مناجم للفكر والحلول ، وحاضنات للإبداع والإبتكار.
الجامعة الهاشمية ، الجامعة الفتية التي أينعت على أطراف صحراء الزرقاء واحة للعلم والتعليم والتعلم ، لم تكتفي بذلك وأنما حلّقت عاليا في مشاريعها الريادية نحو الإنتاج والإكتفاء الذاتي وهذا ما يؤكده دائما جلالة ملكنا في رسائله الملكية النقاشية ، وهي ترجمة حقيقية لرؤاه، الخروج من القاعات الصفية وربط الكتب بالواقع وتغييره وحل مشاكل المجتمع وليس التنظير فقط ، ووضع البحث العلمي في خدمة الناس ، فالجامعات هي محركات الإبداع وهي المساهم الرئيس لتنمية المجتمعات المحلية المحيطة بها .
زيارة سيدنا " للهاشمية" هي درس للوزراء ولكل المسؤولين أن يخرجوا من مكاتبهم وأن يستمعوا للناس فالمناصب تكليف وليس تشريف ، وأنه يجب أن نركز في إعلامنا وحديثنا ليس على النقد والشكوى والمشاريع الفاشلة ، بل على المشاريع الناجحة والمميزة ومنها الجامعة الهاشمية قصة نجاح فريد في إدارة الموارد ، وأن الجامعات يجب أن تقفز خارج أسوارها ، وكيف تم تحويل الندرة إلى وفرة وأن هواء الصحراء ربما نستخلص منه ماء يروي العطش ، وأن زراعة الشجر ليس للظل فقط ربما أنتجنا منه وقودا ليدير محركات مركباتنا يوما .