الحكومة تتبنى تعريفا جامعا للامن الاقتصادي والاجتماعي
د. محمد كامل القرعان
22-11-2018 10:41 AM
يعيش أبناء الوطن اليوم في خضم أزمات كبيرة ومتنوعة على الصعد كافة لا سيما أزمة الثقة التي ما زالت تراوح مكانها مع الحكومات، وحتى نكون منصفين هذه الحكومة الحالية لا تتحمل عبء سلفها بما ارتكب من ممارسات واخطاء واجتهادات دفع الجميع ثمنه ؛ وهناك عوامل جمة اسهمت في تردي الاحوال المادية الى جانب سياسات غير مسؤولة و ما احاط بالاردن عبر سنوات مضت من ازمات وحروب ضيقت الخناق على المملكة بحيث فقدنا بهما سوقين عظيمين بالاتجاهين وهما سوريا والعراق اضافة الى عدم الاستقرار الكلي في القضية الفلسطينية وما تبعها من ممارسات اسرائيلية سعت لتهويد المدينة المقدسة وكان الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الصوت المجلل في المحافل الدولية وفي عواصم صنع القرار المدافع الوحيد عن القضية وقيام دولتها وتوحيد الصف الفلسطيني. ور غم ما تعرض له الاردن لتقديم تنازلات حول القدس الا ان موقف الملك كان واضحا وصريحا امام القدس وعروبتها مصيرها.
ورتبت الظروف متكالبة اعباء اقتصادية وامنية كبيرة , ولجوء انساني فاق المليونيين شخص ، وقد كان سببا كفيلا ومباشرا للضغط على البنية التحتية والموارد الزهيدة بما فيها المياه والمدارس والصحة والتعليم حيث قلت حصة الفرد من المياه والصحة والتعليم.
نحتاج الصدق مع الاردن في المحن وما عهد الاردن بابنائه الا شيمة الفزعة والنخوة والرجولة ، فما حالنا مع وطن بني بسواعد اجدادنا وابائنا وقدم له الغالي والنفيس ليحيا رغم المحن وشدة العواصف الا الوفاء .
نحتاج الى وقفة مع الذات نتذكر فيها بطولات الاردن ومواقفه الانسانية وما يحاك حوله من مؤمرات للايقاع به ، وقبل ايام خرج علينا يونس قنديل بخداعه وزيفه ليحيك مؤامرة ضد الاردن وما شاهدناه من تزمير الكثير من حوله وكانوا على قلب رجل واحد للتشكيك بالاردن وبامنه واستقراره وزعزعة ثقة الاردنيين باجهزتهم الامنية وبعث حالة من الطمأنينة بين ابنائه ، هذه الحالات دلائل وشواهد على الكائدين لبلدنا والحاقدين والحاسدين لسيرته ومسيرته .
يجب ان ننتبه فحالنا الافضل على مستوى المنطقة بل والاقليم، فان حسبناها اقتصاديا او امنيا او ديمقراطيا او سياسيا فجميعنا يتكلم ويكتب وينشر ولا يشعر بخوف او جزع من ملاحقة امنية ضمن القانون طبعا ، في الوقت الذي غيرنا لا يستطيع ابداء رأيه باي موضوع او ينتقد اي سياسية حتى لا يذهب للمجهول.
فهناك من يستغل اوقات دقيقة من عمر الوطن لعمل الشائعات والاشاعات واغتيال الشخصية والتشكيك بكل انجاز وطني ، وليس همه انت وانا بقدر ما هدفه احداث فوضى وزعزعة.
لنقف مع بلدنا وننصف قوته وحكمة قيادته في قدرتها وبشهادة العالم السير به الى الجانب الايمن وتجنبيه كل مكروه بفضل الله في الوقت الذي راهن بعضهم على صموده وبقائه .
ويسجل للحكومة الحالية بتوجيهات جلالة الملك الاعتراف بوجود هذه المشاكل المستعصية ، وأقر الرئيس د. عمر الرزاز بحتمية معالجة هذه الأزمات عبر حماية الأمن الاقتصادي والاجتماعي الذي كفلة الدولة . تأمينه ، عبر اطلاق الرئيس حزمة كبيرة من المشروعات والتحسينات واستحداث وظائف وتطوير العمل المؤسسي والصحي والاقتصادي بشكل عام؛ فالأمن الاقتصادي والاجتماعي لغة جديدة تبنتها هذه الحكومة وتعني عدم الخوف من المستقبل ، وتهيئة الظروف المناسبة التي تكفل الحياة المستقرة، ومن خلال الأبعاد السياسية والاقتصادية التي تهدف إلى توفير أسباب العيش الكريم وتلبية الحاجات الأساسية للمواطنين ، بالقدر الذي يزيد من الشعور بالمواطنة والانتماء والعدالة الإجتماعية وتكافوء الفرص .
كما وقدمت الحكومة من خلال تبنيها نهج جديد وتعريفاً جامعاً للأمن الإقتصادي ودولة الانتاج وهو أن يملك المواطن الوسائل المادية التي تمكنه من أن يحيا حياةمستقرة تتوفر فيها حاجاته الاساسية ، والرعاية الصحية الأساسية والتعليم.
نظرا لما يتهدد الامن الان من فقدان لدى شريحة كبيرة من المواطنين ، نتيجة الفقر والبطالة.
وفي انتظار تنفيذ استراتيجيات الدولة في معالجة هذه القضايا نعوّل على دور الإعلام في وسائله في المساهمة في دعم هذه الجهود المخلصة في ضوء النظريات والمبادئ لوسائله المتاحة ، وبالأساليب المشروعة أيضاً.
لذا نرى أن الإعلام بات يعي مسألة فعاليته في إنتاج الوعي، ونشر الثقافة الإقتصادية وغيرها وحشد جميع الطاقات الإعلامية البشرية وتعرف الناس بواجباتهم اتجاه مجتمعهم ودولتهم، وحقوقهم المدنية والمادية، لأن الاعلام بجميع وسائله حلقة بين الرأي العام وصانعي القرارات في الدولة ومؤسساتها من جهة أخرى.