زيارة الملك وسام جديد للهاشمية*
د.هشام المكانين العجارمة
22-11-2018 12:51 AM
كرّم جلالة الملك اليوم الجامعة الهاشمية بوسام جديد تمثلت بزيارته - حفظه الله ورعاه - لرحاب الجامعة المكان والإنسان التي لطالما احتفت واعتزّت بأنها تحمل اسم العائلة الأنبل والأطهر على وجه البسيطة، فجلالة الملك الذي أنعم على الجامعة بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى عام ٢٠١٦ يكرم الهاشمية اليوم بزيارة كريمة عنوانها "الهاشمية في أعيينا ومثلها لن نغيب عنها، وإن كثرت أعباؤنا وعظمت مسؤولياتنا" وقد باتت صرحاً علمياً يشار إليه بالتقدم والبناء والرفعة والإزدهار.
جلالته الذي زار الهاشمية عام ٢٠١١ يعيد الكرّة مرة أخرى - وهو أهل البيت والمزار - يحدوه الاعتزاز والفخر لما آلت إليه الجامعة من تقدم ونماء ورفعة وإزدهار. ولا شك أن بين الزيارة الأولى والثانية ما يبعث في الأنفس الاعتزاز بالحاضر والأمل بغدٍ مشرق. فالهاشمية بعد أن كرست مفهوم دولة الإنتاج التي ينادي بها جلالته أضحت بمشاريعها الريادية وحلولها الرائدة للتحديات الجسام التي تعاني منها الدولة الأردنية مثالاً فريداً في الإنتاج والعطاء والتي يجب تعميمها على مؤسسات الدولة على اختلافها.
زيارة جلالته والتي إلتقى خلالها برئيس الجامعة وثُلةٌ من طلبتها في لقاء ملؤه المحبة والاعتزاز تحمل في مضامينها معانٍ عدّة أهمها: أن جلالته قريب ومثله لن يكون بعيد، كما أن جلالته يحب أن يرى على أرض الواقع لا يكتفي بالسماع، فالانجاز بعين جلالته وهو الداعم الأول له ومثله لا يترك الإنجاز دون ثناء، ولا يترك الأكتاف المعطاءة دون تربيت،
كما أن الجامعات موضع العلم هي ذاتها حاضنة الفكر والإبداع، وهي تضم الشريحة الأغلى لقلب جلالته وهي الشباب فرسان التغيير، وأهل الهمّة، حاضر الأردن وثروته، وصُناع مستقبله.
لقاء الملك بطلبة الهاشمية عكس إيمان جلالته بالشباب وفكرهم الخلّاق وبقدرتهم على العطاء، حيث عبّر جلالته عن اعتزازه بالشباب وباللقاءات التي تجمعه بهم، وأنهم محور اهتمامه، كما أشار جلالته إلى التحديات الكبيرة التي باتت تثقل كاهل الشباب وتعصف بمستقبلهم وعلى رأسها التحديات السياسية وظروف المنطقة، والتحديات الاقتصادية المتمثلة بالفقر والبطالة، والتحديات الاجتماعية وعلى رأسها آفة المخدرات.
وفي إطار زيارة جلالته استمع جلالته لإيجاز من عطوفة الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة، حيث تم إطلاع جلالته على المشاريع الريادية في الجامعة وخاصة ما يرتبط بالطاقة والمياة والزراعة، إضافة للمشاريع المستقبلية وفي مقدمتها إنشاء مستشفى جامعي وإنشاء أكبر مدينة رياضية في المنطقة، وتشغيل المناطيد المولدة للطاقة بالرياح، كما استمع جلالته لأفكار الشباب الخلّاقة، ودعم تبنيها لاسيما ما يرتبط منها بالمشاريع الريادية كمشروع الهاشمية (٢) المتعلق بتطوير السيارات العاملة بالطاقة وبالتشارك مع القوات المسلحة، ومشروع زراعة الأراضي الجافة بالأشجار المقاومة للجفاف ومشروع توسعة منظومة ويكيبيديا العربية وغيرها من المشاريع، كما عزز جلالته في الشباب دورهم الايجابي في منظومة التواصل الاجتماعي البناء، ودورهم كذلك في إدارة الأزمات، وخاصة في مجال مساندتهم للدور الكبير الذي يقوم به المجلس الوطني للكوارث وإدارة الأزمات،
وفي هذا السياق يشار إلى أن لقاء جلالته بطلبة الجامعة لقاء هو أشبه بلقاء الاب بأبنائه والاخ بأخوته، وقد أسفر اللقاء عن رغبة جلالته باصطحاب عدد من الطلبة برحلاته الخارجية إلى اليابان وأميركا في القريب.
ختاماً
الهاشمية اليوم كأميرة في الصحراء الأردنية باتت منارة للعلم وواحة للمعرفة، إذ أنها تعمل على صقل فكر الشباب على قيم الانفتاح والتعددية، ودعم الافكار الخلاقة والمشاريع الإبداعية، وتشجيع الفكر الحر والنقدي البنّاء، وتنمية القيم الوطنية والمواطنة الصالحة في جو أكاديمي إيجابي ونوعي متميّز، وعلى نحوٍ يساهم في تعزيز التنافسية في سوق العمل، ودعم مسيرة التنمية الوطنية والمستدامة، إضافة لاستثمار الجامعة في المشاريع الريادية، وحُسن إدارة الموارد التي تضمن الاستقرار المالي والاعتماد على الذات، والبناء على مزايا الجامعة التنافسية خاصة في مجال التعليم الالكتروني والتكنولوجي، والتقدّم في المجالات العلمية والبحثية وخدمة المجتمع، وعلى نحوٍ يضمن تقديم العلم النوعي بجودة عالية وتعزيز التنافسية العالية في سوق العمل، ودعم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة.
نهاية
لنأخذ من قول جلالته عندما خاطب طلبة الهاشمية بعفوية المحب الفخور والقاصد للقول كلاماً وشعوراً عندما قال:" ما شاء الله عليكم ارتفعت معنوياتي اليوم بما شاهدته من إنتاج وإنجاز" دافعاً لمسيرة العطاء والبناء والإنتاج والتميّز.
وتبقى الشواهد أنبلُ دوافع الكتابة
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا..
*الكاتب مدير مركز دراسات شؤون اللاجئين في الجامعة الهاشمية.