عرفات .. الأب الروحي للفلسطينيين
محمد الداودية
22-11-2018 12:20 AM
عودة ياسر عرفات الى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة عام 1994 هي واحدة من أهم محطات كفاح الشعب العربي الفلسطيني. تلك العودة بداية التحول من الثورة إلى الدولة وخلاصة موازين القوى، التي قال عرفات انها «لم تكن التي تمنيناها».
في السبعينات والثمانينات، كانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منشغلة في عمان، بانتخابات النقابات المهنية: كم مقعدا في مجلس نقابة المهندسين و المحامين و الزراعيين والأطباء للجبهة الديمقراطية وللجبهة الشعبية ولحركة فتح وللحزب الشيوعي ولحزب البعث جناح العراق ولحزب البعث جناح سوريا؟.
زرت الخليل عام 1996 مع وفد رياضي ضم نحو 15 رئيس ناد واتحاد رياضي ولجنة اولمبية، اقام لنا عمدة الخليل الشيخ مصطفى النتشة حفل غداء في قاعة البلدية. سألت عن صديقين عادا الى الخليل هما
محمد أمين الجعبري القيادي في حركة فتح. ومحمد سعيد مضية القيادي في الحزب الشيوعي. لقد تحملا والعائدون، عناء وأعباء ثقيلة، هي صدمة مواجهة الاحتلال وتبعاته على الأرض.
في كلمتي اشدت بثبات الفلسطينيين على أرضهم. وبعودة عرفات و من تمكن من العودة. وقلت إن الصراع الضاري الحاسم الرئيسي، هو هنا، على أرض فلسطين. وقلت إن الصراع في عمان على مقاعد مجالس النقابات، لا يقدم للفلسطيني بوصة واحدة من أرض فلسطين، و لو كان ذلك الصراع العبثي يفيد، لقدمنا لفلسطين كل النقابات وعليها بوسة وحبة بركة. وكررت ذلك في ندوة بالجامعة الاسلامية في غزة.
شاركت بمعية دولة عبدالسلام المجالي، مراقبا مع الاتحاد الأوروبي، على الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 20 كانون الثاني 1996 بالخليل. سألت ناخبة أمية، مين بدك تنتخبي يا حجة، ردت: ابو عمار. ما النا غيره. فاز عرفات في تلك الانتخابات النزيهة بـ 87.1%.
اليوم تقف مستهدفة، المنظمة الممثل الشرعي، الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني، التي بناها وحملها وصانها ياسر عرفات. واسسها احمد الشقيري ويحيى حمودة وبهجت ابو غربية وحكمت المصري وحيدر عبد الشافي وعبد الخالق يغمور وعبد المجيد شومان. (عقد مؤتمر التأسيس برعاية المرحوم الملك الحسين في 28 ايار 1964 في فندق الانتركونتيننتال بالقدس).
و واصل تعزيزها جورج حبش ونايف حواتمة وابو جهاد وابو اياد وابو مازن وابو اللطف وشاهر ابو شحوت وعبد الجواد صالح وإبراهيم بكر وإبراهيم ابو عياش وخالد الحسن وياسر عبد ربه وعبد الرحيم احمد ومئات آلاف المناضلين والشهداء والمصابين والاسرى.
الحمل ثقيل ثقيل مما يوجب الحفاظ على مظلة الشرعية والوحدة الوطنية الفلسطينية وتدعيمها وتطويرها وإصلاحها من داخلها.
يرحم الله «الختيار» الذي تمر ذكرى رحيله هذا الشهر. فقد كافح وتحمل تهم التخوين والتكفير. لكنه يظل الأب الروحي للشعب الفلسطيني.
الدستور